أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الذكور يهيمنون على الأحزاب الأردنية المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية القيسي: لا شيء يمنع تأجير قلعة القطرانة لمستثمر أردني وتحويلها لفندق سموتريتش: حان الوقت لعودة الموساد إلى التصفية. أردني يبيع عنصر أمن ماريجوانا .. ماذا قالت المحكمة؟ - فيديو. استطلاع: 53% من الأميركيين لديهم ثقة ضئيلة بنتنياهو. الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن الملك والرئيس الفرنسي يبحثان هاتفيا التطورات الراهنة خبير: معرفة المقاومة بتحركات القوات الإسرائيلية مثيرة للتساؤلات. بن غفير: نتنياهو ينتهج سياسة خاطئة. اعتقالات بالجامعات الأميركية بسبب غزة وفاة خمسيني بحادث تدهور في الاغوار الشمالية لبيد: يجب على نتنياهو أن يستقيل حزب الله: نفذنا هجوما على مقر عين مرغليوت "الجمارك" : لا صحة لمنع دخول السيارات الكهربائية ذات البطارية الصلبة للأردن الأردن .. 3 شبان ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء البرنامج الأممي الإنمائي: بناء غزة من جديد سيتطلب 200 سنة كميات الوقود الواصلة إلى مستشفى في شمال قطاع غزة "قليلة جدا وتكفي لأيام" الولايات المتحدة و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن المحتجزين مقابل وقف طويل لإطلاق النار بغزة ليبرمان: الحكومة تطلب تأجيل بحث قانون التجنيد

حديث الحزن

16-09-2014 04:55 PM

إذا قيّد الإنسان مرضٌ عضال هاجت له جوارحه، واستنطق لسانه الألم وأطل الحزن من وجهه مُدَويا كاشفا ما فيه.

كل إنسان يرى بعينه هو فقط، ويعبر عنه بما استقر في وجدانه من خلال واقعه وموروثه الثقافي والأخلاقي.

أنظروا إلى خليل مطران شاعر القطرين في قصيدته المساء كيف فاضت مشاعره معبرة عن حال مرضه وهو يقول ( شاك إلى البحر اضطراب خواطري ** فيجيبني برياحه الهوجاء -ثاو على صخر أصم وليت لي** قلبا كهذي الصخرة الصماء )، وهكذا نرى الأحزان مازالت تطارده حتى نهاية قصيدته حيث يقول: ( فكأن آخر دمعة للكون قد ** مزجت بآخر أدمعي لرثائي -وكأنني آنست يومي زائلا ** فرأيت في المرآة كيف مسائي )، بالطبع الأمر ليس كذلك، ولكنه بعيون حاله ومن واقع مخزونه الوجداني لا يرى من الكون إلا بكاءً لبكائه.

وإذا أردنا أن نتعرف على أثر الموروث الأخلاقي والديني في مواجهة الحزن فلنذهب مثلا إلى أدب بدر شاكر السياب ونحن نقرأ له: لك الحمد مهما استطال البلاء ** ومهما استبدّ الألم -لك الحمد إن الرزايا عطاء ** وإن المصيبات بعض الكرم.

إن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه كان يستعيذ الله من الهم والحزن لأنهما ابتلاء لا ينكشف إلا بمراد الله، ولعله ( ص ) عبر عن الحزن أبلغ تعبير يمكن أن تقرأه في مجلدات التاريخ، وهو يدعو مولاه مما أصابه من أهل الطائف عند خروجه منها بعدما أوصدت مكة أبوابها أمام دعوته في دعائه الشهير: ( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين.... )، إذا هي المعاناة، ولكنه ( ص ) كان يفر منها إلى الله لأنها ليس لها في وجدان النبي إلا كاشف الهم والحزن، وكذلك حال من اتبع رضوانه.

ولعلني أرى أن الحزن هو النافذة الوحيدة التي يمكن أن يطل الحزين منها إلى آفاق السعادة، هذه حقيقة مؤكدة لإنك لا تعرف قيمة العسل إلا باحتساء الصبر، ولا بفضل النور عليك إلا بعد مسيرك في الظلام.

وعليه، فإن الإبداع الأدبي كله ينصهر من بوتقة المعاناة عندما يُحاكي مشاعر الآخرين فيضفي عليها إحساسا بالراحة والسعادة حتى أنهم يشعرون كأنهم قد وجدوا فيه ضالتهم.

يقول الحق سبحانه في محكمه: ( فإن مع العسر يسرا (5) إن مع العسر يسرا (6) فإذا فرغت فانصب (7) وإلى ربك فارغب(8) صدق الله العظيم.. سورة الشرح
فإذا كان العسر هو قدرٌ قد نزل من الله وما يتبعه من مسحة الحزن في قلب العبد فإن لطف الله قد نزل معه والفرج منه قريب إن شاء الله.

يقول ابن عطاء السكندري (من ظن انفكاك لطفه عن قدره، فذلك لقصور نظره )، اللهم اجعلنا من الذين رضوا بك فأدخلتهم محراب رضوانك.. اللهم آمين.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع