زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - ذهبت وعينيها تتملئ بالدموع ، تبكي نفسها أمام نفسها ، فخداها المتورمان ، وزرقة وجنتها ، ونزيف أنفها ، علامات ظاهرة أمام زميلتها في المدرسة ، فزوجها أوسعها ضربا بـ"حزامه" امام طفلتيه ، وبات جسدها علامات شاهدة على سوء معاملة زوجها ، حيث الألفاظ النابية ، والضرب المبرح ، وعدم المبالاة بطفلتيه، عدا عن عدم القيام بحقوقه الزوجه ، وواجباته تجاه منزله.
المعلمة الحكومية ، فداء - وهو اسم تعبيري - لأنها جعلت حياتها فداء لابنتيها الصغيرتين اللتين باتتا تشهدان ما يشبه حربا ضارية في المنول حيث صراخ والدتهما ، وشتائم قاسية جارحة من زوج لزوجته ، لتهربان إلى زاوية وكأن مشاهد رعب أمامهما.
فداء بثت شكواها لـ"زاد الأردن" ، فزوجها يتعامل مع فتايات ، ويصاحبهن ، ويتصور معهن ، عدا عن نشر صوره بصحبتهم عبر " الفيس بوك" دون احترام لمشاعرها كزوجة ، عدا عن اتصضالات في الليل من فتايات... وهنا كانت ذروة المشاكل بينهما .
زوجها شاب ثلاثيني ، يرافق فتايات ويتعامل معهن أكثر من تعامله معها ، يرافقن برحلات ويسهر معهن ، دون النظر إلى حال زوجته ، فهي شابة جميلة ، وموظفة حكومية ، تحاول مرارا إرضاءه بشتى الوسائل لكن دون جدوى ، بل يّسمعها " سأتزوج عليكي" .
بدموع انهارت على خديها، مسلمة امرها إلى الله ، تتساءل عن سبب تعامل زوجها السيء فهما متزوجان منذ 4 سنوات ، إلا أنه ومنذ اليوم الأول من الزواج علمت ان حياتها الزوجية ستكون منهارة ، لم تخبر أهلها بالأمر ، لكن "دار حماها" على علم بمرارة عيشها لكنهم لا يأبهون .
فداء ، اكتشفت كالعادة خيانة زوجها لها ، لكن الصورة التي رأتها هذه المرة كان لها وقع كبير ، فلم تحتمل ، وما كان منها ، إلا أن سألته عن هذه الفتاة الجديدة ، وما سرّ العلاقة بينهما ، وما هذه الصورة الحميمة بينهما ، فبادر بضربها ، بطريقة وحشية ، وانهال عليها بالشتائم والألفاظ النابية أمام طفلتيها ، اللتان بدأتا بالبكاء ، وكانت نظراتهما تطالب والدهما بوقف الضرب ، إلا أن هذا االزوج تناسى أنه زوج ، وأب ، ورجل مسؤول أمام الله ومجتمعه عن بيته .
الزوجة انهارت في لحظة غضب ، وألقت بهاتفها الخلوي الذي كان أمامها في وجه زوجها ، فانكسر الهاتف ، كما انكسرت حياتها الزوجية ، وتشوهت ملامح وجهها اليائس وتلونت بألوان المرارة نتيجة لـ"حزام" أصابها بتشوه ما وال يذكرها بذلك اليوم.
ذهبت لمدرستها منذ اليوم الاول ، بعد تفكير طويل بالطلاق ، إلا ان عودتها لبيت عائلتها في ظل وفاة أمها ، جعلها تتراجع عن قرارها ، كما ان ابنتيها سيكبران على فجيعة الطلاق ، لكنها سرعان ما تناست هذا الأمر ....
اليوم الأول لفداء ، وكانت المعلمات يُحدقن بها ، متسائلات عن سر ملامحها الشاحبة ، والألوان الطبيعية التي تنتشر على محياها ، فتوجهت إلى غرفة المعلمات تحاول ان تظهر لهن أنها طبيعية ، لكن أن تخفي تلك الألوان صعبة للغاية ، وانعزلت في حيرة من امرها ، متسائلة كيف لها أن تجعل زوجها "النسونجي" يعود لأحضانها ، وأن يكتفي بالنظر إليها ، وكلما فتحت صفحته على "الفيس بوك" وجدت عجائبا تجعلها تبكي ، فصوره بصحبة فتايات جعلتها تموت في اليوم ألف مرة ...
فداء .. اليوم مناوبتها وتحدثت بلغة يائسة ، إلا انها تتضرع إلى أن يهدئ بالها ، فحياتها مرارة ، بالرغم من حلاوة طفلتيها ، فهي الأم والأب لهما ، ووالدهما متغيب عن واجبه تجاهما ...
فداء ما زالت تعاني ، رافضة التقدم بشكوى في حقه ، تحسبا من تصعيد زوجها ، معتبرة أن هذا الأمر يعتبر "فضيحة" .. تلاحقها ، وما هي الآن الداعية إلى الله بدعاء كثر على لسانها "حسبي الله ونعم الوكيل".