زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - لم تعلم تلك الفتاة أن هنالك "مراهقا" سيغير مجرى حياتها ، فالبداية بدأت عند تعطل جهازها "الخلوي" ، ما حدا بها لاصطحاب الجهاز إلى محال للصيانة يعنى بتصليح الأجهزة الخلوية ، ولم تعلم أن قصتها المأساوية ستبدأ من هنا .. فهي فتاة في مقتبل العمر ، عشرينية ، "مخطوبة" ، علاقتها قوية بأسرتها ، أخلاقها وسيرتها محمودة ... إلا أن فضول الشاب الذي قصدته الفتاة لتصليح جهازها جعله يقشر عن انيابه ، ويفتح "إيميلها" الخاص .. وهنا المفاجأة ...
لقد شاهد تلك الفتاة الملتزمة ، متبرجة ويكسو لباسا شفافا جسدها الطاهر ، وكثير من مساحيق التجميل تعلو محياها ، وشعرها المسبول على كتفيها ، هذه مواصفات صور تلك الفتاة التي استأمنت ذلك الشاب ، ولم يكن في حسبانها أن صورها التي أرسلتها لـ"خطيبها" ستوزع على "الإيميلات " المحتفظة لديها ، من قبل ذلك الشاب الذي رمى بعرض الحائظ بأخلاقه ومبادئه ، لينشر صور تلك الفتاة بدافع لحظات الفضول الذي جعلت من الفتاة فيما بعد ضحية لجريمة كادت أن تحصل في أحد ضواحي عمان .
الشاب استغل تواجد الجهاز بين يديه ، واستغل فضوله بإشباع رغبته في النظر إلى صور محرمة له ، وإشباع غريزته بتبرج الفتاة "المُلتزمة" ...
وما أن أرسل صورها إلى أصدقائها وعائلتها ، وإذ بوالدها يتفاجأ بان ابنته التي يعتبرها مثالا بالأخلاق والإلتزام ، شبه عارية من خلال "إيميله" ولم يعلم ان هنالك "شيطان بشري" هو السبب بنشر تلك الصور ، ليسارع إلى منزله بسرعة البرق ، دون وعي بالطريق الذي يسير به ، فهول الصور كاد ينسيه طريق المنزل ، ولم ير نفسه إلى هائما على وجهه غير مدرك لحواسه ، فشرفه أطاحت وجهه ...
وصل المنزل وما أن رآها أمامه ، حتى استشاط غضبا ، وبدأ بضربها بشكل مبرح ، وهي تصرخ ، وتنادي والدتها ، فهي لا تعلم الأمر ، وقال لها : فضحتينا بصورك ... عدا عن الألفاظ النابية التي جعلتها تسترجع أن "جهازها الخلوي" السبب، مستدركة دموعها النازفة جرحا على ما حلّ بها.
لتقول لوالدها : صاحب المحل أنا ما الي دخل ..جهازي مش معي ، الامر الذي جعل الوالد يسارع إلى محال "الخلويات" ، ليبدأ بصفع الشاب ، وليسلمه للأجهزة الأمنية ، فالقضية "شرف" وأخلاق " ... والفتاة بريئة إلا أن خطأها أن سلمت جهازها لشاب ، حيث صورها وملفاتها الخاصة ..
الفتاة تعلمت درسا قاسيا ، إلا ان هذا الجرح ما زال ينزف لدى عائلتها ، فابنتهم "العفيفة" دفعت ثمنا باهظا ، لسذاجتها ورعونتها ، فهل تصلح الأيام ما كسره الشاب ؟!
قصة واقعية ، حقيقة لا خيال ، فكم من فتاة تصوّر نفسها من أجل "التسلية " او لإرسالها لأصدقائها وعائلتها ، لتصبح هذه الصور فيما بعد عار لديها ، نادمة يوم لا ينفع الندم... والعبرة واضحة سيدتي ، أخيتي.