وزير الزراعة يتنازل عن إقامة المجمع الوراثي الدولي الثالث للزيتون في عمان لصالح مصر

زاد الاردن الاخباري -

تنازل الأردن رسميا عن إقامة المجمع الوراثي الدولي الثالث للزيتون في الأردن لصالح نقله إلى جمهورية مصر العربية بهدف توفير مبلغ 120 ألف دينار، وفق مصادر وزارة الزراعة.
وقال وزير الزراعة سعيد المصري , إن تنازل الأردن عن احتضان المجمع الوراثي للزيتون جاء نظرا لمطالبة الجهات الدولية القائمة على المجمع الحكومة بمبلغ 350 ألف دولار، ونظرا لظروف الموازنة الصعبة، لم نتمكن من دفع المبلغ فكان الاعتذار.
وجاء التنازل مفاجئاً، كون الأردن تقدم قبل عام بطلب إقامة المجمع الوراثي الدولي الثالث "لدول شرق المتوسط" في المملكة، وفي منطقة إربد تحديداً، لما لهذا المجمع من دور زراعي كبير وصفة سياسية هامة في المنطقة، واستطاع الحصول على موافقات مبدئية من كافة الدول المشاركة في المجلس العالمي للزيتون باستثناء دولة وحيدة اعترضت على ترشيح الأردن هي مصر، إلا أن الأمر سار لصالح الأردن.
وبينت مصادر الوزارة أن وزير الزراعة اتصل بالوفد المشارك في اجتماع المجلس العالمي للزيتون في المغرب، طالبا منه عدم التقدم بطلب لاستضافة المجمع وإفساح المجال لمصر من خلال التصويت الذي سيجرى في شهر تشرين الثاني من العام الحالي والذي ستتقدم له تركيا والأرجنتين.
وجاء في مبررات التراجع عن استضافة المجمع إن تكلفة إقامته في الأردن تصل إلى 350 ألف دينار سنويا، علما أن المجلس يتحمل نصف التكلفة، ناهيك أن هذه التكلفة ستنخفض نظرا لوجود بنية تحتية في محطة الحسين في البقعة تصلح أن تكون مجمعا وراثيا.
لكن مصادر أخرى أشارت إلى وجود نية للتراجع عن موضوع استضافة المجمع، على أساس أن يصار إلى رفع كتاب إلى المجلس الوطني للزيتون قبل انتهاء مهلة التقديم.
بدوره، قال رئيس جمعية مصدري الزيتون موسى الساكت: "المفترض أن نسعى إلى إيجاد المجمع الوراثي للزيتون في الأردن، لأننا نحتاج إلى مؤسسات كبرى متخصصة تقوم بالشراكة مع الناس من أصحاب مزارع الزيتون لتطوير الأراضي وتنظيم خدمة الأشجار، موضحاً أن إنتاج الزيتون لزيتون الأردن يصل إلى 10 في المئة من معدل الإنتاج العالمي، وذلك يعني أن ثمة إمكانية لمضاعفة إنتاج الزيت عشرة أضعاف دون زيادة الأراضي المزروعة".
وتساءل: "فما الذي يمكن أن نفعله لرفع إنتاجية الزيتون وجعله اقتصادا مجدياً؟ هذا السؤال كان مؤملا أن يسهم المجمع في الإجابة عليه".
وأبدى الساكت خشيته من ضياع هذا المشروع الكبير على مستوى المنطقة لتضيع معه آمال الخبراء والمتخصصين الأردنيين في مجال الزيتون وزيت الزيتون بالاستفادة من المجمع الذي لو أقيم لانعكس بشكل إيجابي كبير على واقع زراعة وإنتاج الزيتون وزيت الزيتون بالمملكة.
وقال: "أعتقد أننا بحاجة إلى مؤسسة عمل الزيتون وإخراجه من حالة الإهمال والارتجال القائمة، فالزراعة العشوائية ثم حالة الإهمال القائمة، تزيد الخسائر وتبدد الموارد القليلة التي تنوف على الـ100 مليون دينار أردني، إذ بلغت المساحة المزروعة به حاليا إلى حوالي 1.28 مليون دونم، وهذا يعادل حوالي 72 في المئة من المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة، وحوالي 36 في المئة من كامل المساحة المزروعة.
ويقدر عدد أشجار الزيتون في الأردن بحوالي 17 مليون شجرة، وتعتبر هذه الشجرة مصدراً للرزق لشريحة كبيرة من المزارعين والعاملين في هذا القطاع, كما ترتبط هذه الشجرة المباركة بحياة وعادات المجتمع الأردني، وتعتبر جزءا من تاريخه وثقافته وتراثه، حيث لا تخلوا المائدة الأردنية من الزيتون وزيت الزيتون وبشكل يومي.
هذا ويعمل في العناية بهذه الأشجار والاعتماد عليها في النفقات وتدبير أمور الحياة ما يزيد على (60) ألف أسرة أردنية تعيل ما يقارب ثلث مليون مواطن أردني.
يشار إلى أن المجمع الوراثي هو المنظمة الحكومية الدولية الوحيدة في العالم في مجال زيت الزيتون وزيتون المائدة تم تأسيسه في مدريد، إسبانيا، في العام 1959، ويعتبر المجلس لاعبا حاسما بالمساهمة في التنمية المسؤولة والمستدامة لزراعة الزيتون، وتشمل عضويته أهم المنتجين والمصدرين الدوليين لزيت الزيتون وزيتون المائدة، والأردن أحد أعضائه، وللمجلس اثنان من المجمعات الوراثية الدولية للزيتون، الأول موجود في قرطبة بإسبانيا والثاني في المغرب.



السبيل - عصام مبيضين