اسرائيل المستفيدة من"داعش"

أقول وبكل جرأة ومن غير تردد أن الإسلام أصبح في خطر، وهو يواجه محنةً كبرى لم يسبق له أن عرفها حتى في فترات الانحطاط التي عاشتها الأمة في عصور غابرة ، وأجزم إذا لم يتحرك المسلمون بسرعة فإن دينهم وشخصيتهم ، حاضرهم وتاريخهم وماضيهم معرض لخطر كبير..

فالخطر اليوم على الإسلام صار من داخل الإسلام وليس من خارجه ، وأعداؤه اليوم مسلمون من بلاد المسلمين وليسوا جيوشاً قادمة من الخارج .. فماذا ينفع المسلمين الدفاع عن صورتهم أمام الاعلام الغربي وهناك من يجبر مسلمين آخرين على الصف في طوابير على جدران المساجد ويطلق عليهم النار في ظهورهم بدعوى أن إسلامهم ليس الإسلام الصحيح !! وفوق ذلك يقوم بتصوير عمليات الإعدام وبثها على "يوتيوب"، وهو يتفاخر ويتلذذ بهذه الجرائم .. ماذا نقول في أناس على هيئة بشر يقتحمون بيوت الأمنين وهم نيام ليسلبوا بناتهم لبيعهن في مزادات بعد ارتكابهم كل أشكال الزنا والفواحش !!

علماء المسلمين وبعد مشاهدة ما يجري في العراق وسوريا من جرائم اعتبروا في بيان صادر عن رابطتهم أن التصدي لداعش والفكر التكفيري البهيمي أمر واجب خاصة بعد قيام عناصر التنظيم بقتل الأبرياء وانتهاك الأعراض وقصف المساجد واضطهاد وتهجير للمسيحيين وبعض الطوائف الأخرى لافتين الى أن الإسلام يرفض ما تقوم به الميلشيات المسلحة التي تنسب أعمال القتل والتدمير للإسلام والإسلام منها بريء .

ويقول الشيخ عبد العزيز آل الشيخ – المفتي العام للمملكة العربية السعودية ان أفكار التطرف والتشدد والإرهاب التي تفسد في الأرض وتهلك الحرث والنسل ليست من الإسلام في شيء، بل هي عدو الإسلام الأول ، وأن أهل هذا الفكر يعتبرون امتداداً لـ"الخوارج"، الذين هم أول فرقة مرقت من الدين بسبب تكفيرها المسلمين بالذنوب .

دار الإفتاء المصرية من جانبها حذرت من خطورة انتشار الفكر الـ”داعشى فى ظل الفتاوى والآراء التكفيرية التى تجد من يروّجها ويدعو لها خاصة بين فئات الشباب وبيّنت أن تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، لا يمثل أهل السنة حيث أن مذهب أهل السنة لا يجيز الاعتداء على الحرمات ولا على الآمنيين، ولا على المسلمين فهو يؤمن بحرمة سفك الدماء وقالت الدار ان تنظيم "داعش"، أدخل أهل السنة مدخلا غير كريم ، وأساء إلى الإسلام بصورة بالغة وأظهره بأنه دين لهو ولعب وقتل ..

اذ ليس من حق أحد أن يعاقب الناس على أمور عقائدية ولا أن يحاكمهم وفق هواه ، والقتل الذي استباحه أعضاء هذا التنظيم ، والذي شاهدنا جزءاً منه من خلال ما تداولته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي هو جريمة قتل عمد يجب القصاص من مرتكبه ..

ووصف د . شوقي علام مفتي مصر تنظيم "داعش" ب"النبت الشيطاني"، مؤكداً أن هذه جماعة إرهابية ضالة وقال: إذا كانت وسائل الإعلام الغربية قد أطلقت على هذا التنظيم أسماء إسلامية ، فهي تفعل ذلك متعمدة بقصد تشويه صورة الإسلام ، وقال: "ما يحدث من داعش ، إنما يخدم– بلا شك– مصالح العدو الصهيوني المستفيد الأكبر ، ثم القوى الاستعمارية الطامعة في منطقتنا العربية .

وختاما فهل سيعود تنظيم داعش إلى رشده بعد كل هذه الفتاوى والانتقادات لإعلانه ؟!!

أم سيبقى يكابر بأنه وحده على الحق وأن باقي الأمة على الباطل .