زاد الاردن الاخباري -
كشفت قيادات من تيار الحمائم والاعتدال في جماعة الاخوان المسلمين عن توجه لتشكيل تنظيم مواز للتنظيم السري الذي يسيطر عليه الصقور، ولكن حسب الفكرة التي تم تداولها فان التنظيم سيكون علنيا وداخل الجماعة.
فكرة التنظيم العلني للحمائم والاعتدال جرى تداولها بعد ان استحوذ تيار الصقور بجميع مفاصل القيادة في الجماعة وحزب جبهة العمل الاسلامي، للرد على التنظيم السري الذي يزعم الحمائم انه يقود جماعة الاخوان المسلمين.
قيادي من الحمائم اكد ان الفكرة ليست جديدة، ولكن ما جعلها تطفو على السطح بقوة هذه المرة، ما جرى من استبعاد للحمائم والاعتدال من الجماعة والحزب، وسيطرة الصقور على مفاصل القرار، واقصائهم لاي تيارات اخرى داخل التنظيم.
وقال احد ابرز الوجوه السياسية والجدلية في حزب جبهة العمل الاسلامي الدكتور نبيل الكوفحي ان الفكرة طرحت، لكنه تساءل» هل شكلت راي اغلبية داخل التيار والتنظيم ام لا»، ليجيب على تساؤله» حتى الان لا يمكن الحكم والجزم بانها شكلت اغلبية».
الاسبوع الماضي شهد جلسة عاصفة في منزل القيادي نمر العساف، كردة فعل على اقصاء سالم الفلاحات عن موقع الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي، الذي جرى القبول به بناء على طلب المراقب العام والمكتب التنفيذي للجماعة.
الفلاحات تحدث بصورة تفصيلية وصفها احد الحضور بانها كانت تفصيلية الى حد الملل، مشيرا الى ان الفلاحات تطرق لـ«حكاية» ترشيحه منذ 4 اشهر لمنصب الامين العام للحزب لحين يوم السبت الماضي الذي قال خلال خطبته في منزل العساف» حتى انقلبت قيادة الاخوان عليّ».
الحضور في منزل العساف قدر بحوالي 100 شخصية من ابرز قيادات الجماعة والحزب من اعضاء شورى الجماعة والحزب، بينهم سيده وهي الدكتورة عيده المطلق.
جو الاجتماع ساده حالة من الهجوم غير المسبوق على قيادة الجماعة والحزب التي أقصتهم عن كل مراكز القيادة، حيث كانت فكرة تشكيل تنظيم علني لتيارهم داخل الاخوان، واضحة، ولكن لم يتم حسم القرار باتجاه اتخاذ خطوة للامام باعلان التنظيم.
أبرز الوجوه القيادية التي حضرت الاجتماع الدكتور عبداللطيف عربيات وامين عام الحزب السابق حمزة منصور والمهندس والنائب الاسبق عزام الهنيدي، وخليل عسكر.
الحضور عبروا عن غضبهم على قيادة الاخوان والمراقب العام للجماعة الدكتور همام سعيد، اثر تقديمه وعدا ومباركة للفلاحات يوم الخميس، اي قبل اجتماع شورى الحزب بيوم واحد فقط، ليتفاجأ الفلاحات باتصال من احمد الزرقان عضو المكتب التنفيذي يبلغه انه اصبح خارج حسابات الترشيح والفوز. هذا الموقف اعتبره الحضور بانه انقلاب على اتفاق قيادة الجماعة وتياري الاعتدال والحمائم، وانه رسالة اقصاء وتشاركية داخل التنظيم لكل من يختلف مع الصقور في توجهاتهم وافكارهم ومواقفهم.
المؤتمرون في منزل العساف ذهبوا لدعوة اعتبرها احد الحضور انها بداية الخطوات لاعلان تنظيم لتيارهم داخل التنظيم، حيث دعا بعض الحضور لالتفاف المجتمعين حول مؤتمر اصلاح الاخوان، او ما اصطلح على تسميته» اخوان اربد».
وحسب الحضور فان المؤتمر سيعقد اجتماعه خلال اسبوعين، وانه جرى التوافق على موعد انعقاد المؤتمر الذي سيكون في عمان ولجميع شعب الاخوان في المملكة، لمناقشة ازمات الاخوان والحزب امام القواعد التنظيمية لفضح ممارسات قيادة الجماعة واقصائها لكل من يخالفهم بالراي، واختطافهم الجماعة نحو السياسة بدل التوجه التاريخي نحو الدعوة والتربية وبناء الاسرة.
واكد ابرز القياديين في الاجتماع» لا يجوز ان نندب حظنا، فنحن الاقوى والاقدر على قيادة الجماعة، ونحن القادة التاريخيون للجماعة».
لكن خطاب هذا القيادي يصطدم بابجديات الديمقراطية التي افرزت قيادة لشورى الاخوان والمكتب التنفيذي وشورى الحزب باظهار غلبة واضحة لتيار الصقور على اي تيار داخل الجماعة والحزب.
القيادي خليل عسكر الذي احتضن بيته عدة اجتماعات خلال فترة الايام السابقة، اعاد في منزل العساف رواية التنظيم السري للجماعة الذي يسيطر على قيادة التنظيم.
واعترف عسكر انه كان سابقا امينا لسر التنظيم الذي كان يدير الجماعة من خلف الكواليس ويملك المال والقوة لتوجيه غرفة صناعة القرار بالجماعة والحزب وتعيين المراقب العام وشورى الجماعة والحزب، ما يعني سيطرة الصقور على الحركة الاسلامية.
العرب اليوم