زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - أراد أن يكمل نصف دينه ، وأن يحقق حلمه في أن يكون له عائلة حيث قارب على الخمسين من عمره ، وما زال حلمه سراب صعب الوصول إليه، فقد تنقل في اكثر من مكان عمل ولم يحالفه الحظ ، كما أنه خسر ما وفره في البورصات الوهمية ، ولم يعد قادرا على أن يتحمل أعباء مصاريفه ، فكيف له أن يفتح بيت ويكون اسرة ما دام جيوبه "خاوية على عروشها".
وفجأة يجد ما يريد فتاة في مقتبل الثلاثينات ، أردات ان تهنأ مع زوج ذو خلق عال ، يساندها على الحياة ، ولم تكترث لشهادة او مال ، إنما خافت أن يداهمها شبح "العنوسة" ، وما أن تقدم لخطبتها ، حتى بدأ هذا الفارس وفتاة احلامة بتصوير منزل العائلة المستقبلي ، واولاده بعدما أطلق على نفسه "أبو ليث" ، فهذا حلمه أن ينجب ولدا يسميه ليث ، بعد ان عمل مع احد أصدقائه المقربين ، في عمل متواضع ، قد يفك أسر فقره ، ويبدد ضباب أحلامه ويجعلها حقيقة.
الفتاة التي تعمل في أحد المستشفيات الخاصة ، وجدت في هذا الرجل الأربعيني مواصفات شاب يريد حياة كريمة ، فهو يعمل بعمل كاد يكفيه قوت يومه ، إلا أن الفتاة عاهدته ان تقف بجانبه وتسانده ، فهي تؤيد المثل القائل " ظل رجال ولا ظل حيطة" ، فهي على يقين ان المجتمع لن يرحم الفتاة ما لم تتزوج وستصبح أعين الشفقة والتعاطف تلاحقها ، الامر الذي قد يسبب لاحقا لها ازمة نفسسية ، تجعلها تسبيح ما حرمه الشرع ، وما منعه العرف .
الفتاة (س) طمحت مرارا برجل يسعدها ، ويجعلها حورية جنته، فقدمت التنازلات من أجله ، وجعلت من يوم خطبتها يوما من "الف ليلة وليله" ، وما يهمها أن تحقق حلمها في ارتداء بدلة بيضاء ، وخاتم تتباهي به .
مرت أشهر والكلام بينهما تعدى الاحلام والطموحات ، ليصل إلى كلام رومانسي ، و بات يفكر في البحث عن عمل ، يسانده أكثر في حياة قادمة ، فالفتاة أرادته حلالا لا أكثر واكتفت ، وفجأة ...
أصبحت هذه الفتاة تقشّر عن أنيابها ، وتتعقبه وتشك بطريقة "هستيرية" ، وأصبحت تسأله عن مكان ذهابه وإيابه بذريعة الغيرة ، إلى أن تطور الأمر وأصبحت تتعقبه من خلال تطبيق GPS
، وهو تطبيق يتيح تعقب الشخص الذي تريد لمعرفة مكانه ويسمى "تطبيق التجسس" ، إلى ان أصبح هذا التطبيق "القشة التي قسمت ظهر البعير" ، فقد كُشف أمرها ، حينما قال لها انه يتواجد في مكتبته الخاصة الذي يعمل بها ، إلا أن كذبته وقالت له " كيف ابتحكي هيك وانا عارفة وين رحت وين جيت انت مش بالمكتبة وانا راح ابعتلك انت وين" .... وكانت الصاعقة ، فقد أرسلت له صورة عن التطبيق بمكان خاطئ، فعلم حينها أن حلمه في تكوين العائلة سيبقى سراب، فقد أحبها حبا جما ورسم معها أحلاما وردية على عتبات المستقبل ، فردّ عليها " هذا التطبيق خاطئ واسألي ، وما كنت اتوقع أنك بتشكي فيه لهالدرجة " .
هنا انتهت قصته ، هذه قصة واقعية رواها البطل لـ"زاد الأردن" ، وهذا البطل أنهى علاقته مع هذه الفتاة ، وما زالت تعتذر منذ شهرين ،إلا أن ما قامت به بالنسبة له أنسته مملكته القادمة ، وما زال "أبو ليث " يبحث عن آماله ، والسبب تطبيق أنهى ما يريد ، بلمح البصر .
هذه قصة للعبرة ، فكم من شخص هدمت أحلامه وآماله في سبيل "تكنولوجيا" كانت تتربص له لتوقعه في الشك ، وما الشخص الآخر إلا ضحية ذلك ، والأمثلة كثيرة .
حلم هذا الفتاة تبدد ، وعادت إلى أدراجها ، فقد اكتفى حلمها ببدلة خطوبة وخاتم ترتديه بيدها اليمنى عوضا عن اليسرى ، والسبب واضح ...