زاد الاردن الاخباري -
لا أدري ماذا يستفيد المتنفذون الذين يبحثون على السير بالأردن إلى السقوط وإفساد الأخلاق والعمل على نشر الفساد، وما سرّ عملهم بالتآمر على وطنهم وأبناء جلدتهم، غير اللعنة من الله ومن الناس ونبذ المجتمع لهم، ووصفهم بالمخرّبين وأصحاب النفوس المريضة والقلوب الميتة المنتنة!! فلا تخرج منهم إلاّ رائحة كريهة وعمل فاسد مثلهم .
لقد حبا الله الأردن والشام كله بأن يكون أرض الحشد والرباط وأن يكون صلاح آخر الزمان في هذه الأرض الطيبة المباركة، كما خصّ الأردن بقيادة هاشمية تنتمي إلى خير الخلق وسيّد البشرية، فلا يقبل هذا الوطن إلاّ الخيّرين من أصحاب النفوس الطيبة والضمائر الحية.
وتعوّد الأردن وأبناء الأردن أن يسيروا في ركب الخير والحق وأن يدوروا مع الحق حيث دار. أما أن يقوم أناس منهم بتدبير مبرمج أو غير مبرمج على إلغاء مهرجان الخيروالفضيلة (وتحلو الحياة) الذي بدأ مشواره في مدينة جرش في الوقت الذي لا يزال مهرجان الثقافة والفنون، لا بل مهرجان الفسق والفجور تُهيءُ له كل السبل والإمكانيات، بل ويصرف عليه من خزينة الدولة ومن غير خزينة الدولة لايزال يحظى برعاية كبيرة ويُجيَّشُ له طوال العام. وهذا مالا يرضاه الجرشيون ولا الخيّرين من أصحاب الكرامة والشهامة من الأردنيين الكرام.
أليس المهرجان الذي تريدون إلغاءه يدعو إلى الفضيلة والخير كما يدعو إلى المحبة والسلام وتماسك الأردنيين وتعاضدهم للحفاظ على وطنهم وقيادتهم من كل شرّ ليبقى الأردن واحة أمن وسلام؟ أليس هذا المهرجان لاينفق على فسق وخراب ولا يحتاج من خزينة الدولة مالاً في الإنفاق عليه فلا يحمّل خزينة الدولة فوق ديونها كما في المهرجانات الأخرى بل ويدعو للحفاظ على المال العام فلا يسمح ولا يقبل بسرقته وإهداره أوالتطاول عليه؟ في الوقت الذي تهدر فيه الأموال من خزينة الدولة على مهرجانات الثقافة والفنون التي تدعو إلى الفسق والفجور وتسمح بالسفور والاختلاط الذي يؤدي إلى الانحراف وارتكاب المعاصي والمحظورات، كما يدعو مهرجان الثقافة والفنون إلى انحطاط الأخلاق وتكثر فيه المعاصي وقد ترتكب الجرائم وتحدث فيه الخلافات التي لا تعود على المجتمع إلاّ بالشرّ والخراب.
ويعمل مهرجان الثقافة والفنون على جمع الساقطين والساقطات والهاملين والهاملات والمغتين والمغنيات الذين يُنفَقُ عليهم بلا حساب بل ينفق على سكرهم وشربهم الخمور، ومن لا يصدّق فليتتبع بعد كل حفلة غنائية أو رقصة لفرقة من الفرق التي يؤتى بها من شرّالناس ومن دول الكفر أين تذهب وماذا تفعل حيث يحجز لهم في المطاعم للعشاء وشرب الخمور وينفق عليها من الأموال التي خصصت للمهرجان من خزينة الدولة.
وزيادة على هذا ففقد أطلّت علينا الأخبار بأن النيّة تتجه لإقامة مهرجان للخمور ليزيد الطين بلّة وعلموا أبناءنا رعاية الفسق ويدعونهم إلى السكر ليتحولوا من أصحاب كرامة وشرف إلى فاقدين للكرامة والشرف وبائعين للأوطان لأن من يفقد عقله يبيع دينه بدنياه ودنيا غيره فيسهل عليه بيع الوطن بل ويستمريء العبث بمقدرات الوطن.
أليست أعمال من يدعو إلى مهرجانات الفسق والفجور ويمنع مهرجان الفضيلة أعمال صهيونية هدفها إفساد المجتمع الأردني الطيب ونشر العبث والرذيلة فيه والسير به إلى مالا تحمد عقباه؟؟
ومن هنا فإنني أتوجه إلى دولة رئيس الوزراء الذي يدعي حرصه على الأردن وأبناء الأردن ليثبت للجرشيين والأردنيين وللعالم أنه حريص على الوطن ويسمح بعودة مهرجان الخير والفضيلة ليصدح بالمحبة والسلام في جرش التاريخ والحضارة، هذه المدينة التي تشرفت بزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم لها في رحلتين متتاليتين، وأؤكّد لكم صحة هذه الزيارة فقد عثرت على هذا الخبر في كتب الصحاح، ولم تحظى مدينة غير بيت المقدس بهذا التشريف، لذلك فهي تستحق أن يخرج منها ما يدعو إلى الخير والمحبة والسلام وأن يستمر فيها مهرجان الفضيلة.وتمنع فيها وفي غيرها من المدن الأردنية الأبيّة مهرجانات العهر والعربدة وإفساد الأخلاق.
هذا ما يطلبه الجرشيون الكرام ويرفضون ما سوى ذلك رفضاً قاطعاً. وما أقول هذا عن بعد ولكن أقوله لأنني جرشي أردني ألتقي بأهلي كل يوم وليلة وأعرف مطلبهم ولا أقبل إلاّ أن أكون لسان حالهم جرشيٌ أردني عربي.
فإليك يادولة الرئيس أتوجه بلسان الحريص على وطنه وأهله أن تكون مثال الخير والمحبة لهذا الوطن وأهله وأن تكون المبادر لاستمرار مهرجان الفضيلة وإلغاء مهرجانات الرذيلة ليبقى الأردن عزيزاً كريماً شاخاً بقيادته وشعبه كجباله الشُّم، وليبقَ واحة أمن وسلام كما عهدتهه الدنيا كلها، وألاّتدير ظهرك للصادقين الحريصين على الوطن وأمن الوطن وخيره وخير شعبه والله شهيد على ما أقول.
المؤرخ الأستاذالدكتور
محمد حسين محاسنة
جرش