زاد الاردن الاخباري -
في ذكرى رحيل الفنان أديب الحافظ
تصادف هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لرحيل فنان الأردن الكبير أديب الحافظ شيخ الفنانيين الأردنيين وأحد كبار مؤسسي المسرح الأردني والدراما الأردنية ومما يحز في النفس أن تقصير الجهات الرسمية من حكومة ونقابة فنانين وأمانة عمان في رعاية الفنانيين الأردنيين في حياتهم تواصل أيضا بعد مماتهم فها هو أديب الحافظ الذي حمل على عاتقه رعاية المسرح الأردني منذ شبابه الباكر وحتى اقعده المرض في رحلة فنية استمرت أكثر من ستة عقود وكان يفتخر دائما بأنه قام ببطولة مسرحيات أداها أمام الراحلين المرحومين الملك المؤسس عبدالله والملك طلال والملك الباني الحسين رحمهم الله جميعا ، وحز في نفسه أن المرض أقعده ولم يمكنه من القيام بأي عمل فني بين يدي المللك عبدالله الثاني أطال الله عمره وهو الذي أنعم عليه بجائزة الدولة التقديرية في عمان 2002 ، أديب الحافظ لم يحظ من النقابة التي كافح طيلة حياته من أجل إنشائها حتى بحفل تأبين متواضع يكون بمثابة نبراس للأجيال القادمة من الفنانيين تعلمهم كيفية الالتزام بالفن الراقي البعيد عن الإسفاف والإخلاص له حتى في أحلك اللحظات كما فعل أديب الحافظ عندما دفن والده ظهرا وذهب مساءا وفي نفس اليوم ليقوم ببطولة مسرحية مروحة الليدي وندر مير ذات الطبيعة الكوميدية على مسرح سمير الرفاعي في الجامعة الأردنية وذلك في شباط من عام 1967 بالرغم من سوء حالته النفسيه لفقد والده وبالرغم من سوء الأحوال الجوية في ذلك اليوم وقد روى لنا زملائه في تلك المسرحية أنهم حاولوا أن يقنعوه بأن يأجلوا عرض المسرحية ليوم آخر إلا أنه رفض لأن الفنان يجب أن يكون ملتزما بفنه مهما كانت ظروفه وقالوا أنهم شاهدوه يبكي في الكواليس ويخرج ضاحكا أمام الجمهور، بل إن نقابة الفنانيين بخلت عليه حتى ولو بإطلاق اسمه على إحدى فعاليات النقابة أو أحد مسارحها، أما أمانة عمان وهي المسؤولة عن المدينة التي لطالما تغنى بها وقال عنها أن نسمة هواء في عمان بتسوى العالم كله ، وعندما قال له المرحوم الشريف عبدالحميد شرف وكان يومها مديرا لدائرة الثقافة والفنون أخشى أن تغادر الأردن إلى لبنان أو مصر وكان التلفزيون الأردني على وشك الإفتتاح فقال له المرحوم أن أديب الحافظ كالسمكة إذا خرجت من الماء تموت، وانا إذا خرجت من عمان أموت، وبقي فيها حتى مماته علما بأن العديد من نجوم الفن المصري طلبوا منه الذهاب إلى القاهرة للعمل معهم في مصر. أمانة عمان لم تجد شارعا في عمان تطلق عليه اسم أديب الحافظ ليكون بمثابة تكريم له ولكل الفنانيين الأردنيين بالرغم من أنها أطلقت أسماء الكثير من الشخصيات المجهولة لدى عامة الشعب من أسماء أردنية وعربية بل وأجنبية لم تقدم شيئا يذكر لا للأردن ولا للعرب بل إنك إذا تجولت في عمان تجد أسماء شوارع سخيفة مثل الرحيق ، الوفاق ، المجداف أو شخصيات مثل ابن أمير الغرب وغيرها كثير ، وهنا لابد من الهمس في أذن أمين عمان وهو المعروف بحبه لكافة الفنون ورعايته للحركة السياحية كي يسارع إلى تصحيح هذا الأمر. رحم الله أديب الحافظ وكافة عمالقة الأردن من فنانيين وأدباء وشعراء ومثقفين فبهؤلاء كبر الأردن وأصبح في طليعة دول المنطقة بالرغم من صغر حجمه ومحدودية ثرواته مقارنة بكثير من الدول المحيطة به
الدكتور كفاح أديب الحافظ