في أقل من نصف ساعة ظهرت مفارقات الطرح بين طرفي المفاوضات الفلسطيني " فتح وحماس" ، الرئيس ابو مازن يعلن أن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين والناطق الرسمي بأسم حماس يعلن أن المقاومة مستمرة إلى أن تحرر الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس كاملة .
وهنا لابد من الوصول إلى مفهوم الانتصار الذي تحقق كما تقول حماس ومفهوم الدولة الفلسطينية كما تريد السلطة ممثلة بفتح ، والانتصار الحمساوي هو انتصار في معركة غزة الأخيرة على اعتبار أن الحرب لم تنتهي ولم يعرف إلى الأن من هو المنتصر فيها ، وفتح دولتها قائمة وإن كانت " دولة مسخ" ولاتسعى لأي انتصار حربي لأنها تجد في وجودها كسلطة سياسية مقصوصة الأجنحة انتصار فكريا مغطى بالوهم .
وإن كان الطرفين يتحدثان عن لغة تفاوض واحدة في اروقة فنادق القاهرة إلا أن ما حدث هو اتفاق اشخاص وليس اتفاق سياسات داخلية فلسطينية ، وهذا الاتفاق نتيجة لوجود طرف فتحاوي يمتلك مرونة فكرية ويتقبل الأخر ولايخونه ، وطرف حمساوي لم تصل إلى ملابسه اتربة انهيار برجي غزة ورائحة الموت ، وعلى أرض الواقع الفلسطيني الشعبي عمت الاحتفالات الضفة الغربية وغزة فرحا بانتصار المقاومة في غزة رغم حجم الجراح التي اصابت الجسد الغزاوي .
إذا ماذا بعد انتصار غزة ؟ ، ومصر أصرت على ابقاء معابرها مع غزة خارج الاتفاق ومعابر اسرائيل مع القطاع مدمرة، فهل هذا الانتصار تمثل فقط بالسماح لحماس والمقاومة بالاحتفاظ بسلاحها ؟ وبعد شهر من وقف اطلاق النار يتم البحث في بقية المطالب الحمساوية ، وهنا علينا أن نتذكر ما أطلق عليه بمفاوضات الحل النهائي في اوسلو .