من الأماكن المحببة لي زيارتها مستودعات الهيئة الخيرية الهاشمية في طبربور حيث لا يكاد يمضي زمن حتى أقوم بزيارة لتلك المستودعات فألتقي هناك القائمين على الهيئة وعلى رأسهم أمينها العام الأستاذ أيمن المفلح ابن الأردن النشمي البار الذي يعطي جلّ وقته مخلصا متطوعا لنشاطات الهيئة التي لا تتورع عن تقديم يد العون والمساعدة لمن يحتاجها من الأشقاء والأصدقاء في العالم العربي والاسلامي والدولي . هناك في طبربور أشعر بالزهو والفخر والاعتزار وأنا أرى وقفة العز والشرف من احداث غزة الدامية حيث ينتصر الاردن بشعبه وقيادته الهاشمية المظفرة للدماء الطاهرة التي تسيل على ارض غزة هاشم ، فيهب هبة رجل واحد لنجدة الأهل والاخوة الذين انتهى حصارهم وتجويعهم الى حرب وحشية همجية حملت لهم الدمار والموت وجعلت لقمة عيشهم تحت أنقاض بيوتهم المدمرة .
هناك من طبربور يسارع الاردنيون بنخوتهم العربية الأصيلة الى نجدة مليون ونصف المليون في قطاع غزة المنكوب واغاثتهم بكل ما قدرت عليه الأيادي .. فترى النشامى من كوادر الهيئة يسارعون بتسيير قوافل المساعدات الانسانية والدوائية والاغاثية الى الأشقاء في غزه لأن الهيئة كما يعرفها أهالي القطاع هي الجهة الوحيدة المعتمدة التي بواسطتها تصلهم المساعدات بأمان واطمئنان .. اذ تباشر بنفسها هناك بتوزيع المساعدات على المنكوبين بالتعاون مع منظمتي الأمم المتحدة والصحة العالمية اضافة الى الدور الرائد المعروف للمستشفى الميداني الاردني في القطاع نفسه .. لقد تجلت في هبة الاردن من اجل غزة الوحدة الوطنية في أبهى صورها كما تجلت النخوة العربية الصادقة في أسمى معانيها مما أثلج صدورا جريحة وداوى قلوبا حزينة مكلومة ، وما هذا النهوض الرائع الذي يقوم به الاردنيون الاخيار الأحرار الا انتفاضة خير عارمة تنتصر لغزة هاشم تضم الى الصدر اطفالها وتداوي جراحها وتعينها على الصمود والثبات والمرابطة في وجه المعتدين الظالمين .. فهذه الهبة الاردنية الاصيلة مشرفة وماجدة سيسجلها التاريخ بحروف من دم شهداء غزة وجرحاها الذين يلهجون بالشكر والعرفان للاردن الغالي على فلسطين وعلى غزة هاشم .. وهذا بالطبع ليس جديدا على الاردن ، فهو الاقرب الى فلسطين وهمّها كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه .. أنه التوأم لفلسطين الذي يصون وحدة القرابة والدم ، وهو الذي يفتح قلبه قبل يديه كلما حوصر الاهل واضطهدوا وحوربوا في لقمة عيشهم وأمن اطفالهم . بارك الله في همة الاردن وأهله ومليكه وجزاه عن فلسطين الجريحة خير الجزاء وحفظه على الدوام عونا لكل ذي حاجة ملهوف ، ولكل انسان يعاني من ويلات الحروب وكوارث الزمن عربيا كان أم غير عربي .