أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمعة .. اجواء ربيعية وعدم استقرار جوي للأردنيين .. انتبهوا الى ساعاتكم ! محلل سياسي : السيناريو الاقرب في غزة .. استمرار حرب الاستنزاف اليهود الحريديم يتمسّكون بلاءاتهم الثلاث ويهدّدون بإسقاط حكومة نتنياهو الغذاء والدواء تطلق خدمة منصة بلا دور صحيفة لبنانية: مبرمجون إسرائيليون يديرون أعمال الإعلام الحكومي العربي الامن العام للنشامى: صوتكم في صمتكم أكثر من 70% من المساكن بغزة غير صالحة للسكن إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين وول ستريت جورنال: هدف القضاء على حماس بعيد المنال طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع القسام: تفجير منزل في قوة صهيونية وإيقاعها بين قتيل وجريح "الأغرب والأكثر دهشة" .. اردنيون يسألون عن مدى إمكانية بيع رواتبهم التقاعدية الأردن يرحب بإصدار محكمة العدل تدابير جديدة بشأن غزة لليوم الخامس .. طوفان شعبي قرب سفارة الاحتلال نصرة لغزة الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان 2488طنا من الخضار وردت للسوق المركزي لامانة عمان اليوم الكويت تعلن تقديم مليوني دولار لأونروا فرنسا ستقدم 30 مليون يورو لأونروا هذا العام “لن أسمح بالتحقير مني كمسلم” .. روديجر يصدر بيانًا شرسًا للرد على اتهامه بالإرهاب
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث وقفة مع حقوق المعلمين

وقفة مع حقوق المعلمين

23-08-2014 07:18 PM

زاد الاردن الاخباري -

أن عصرنة دور المعلم ؛ اي جعله مواكبا لعصر المعلوماتية ، وتفجر المعرفة ، وتضاعف كمياتها سنويا ، وتحديات تقنية المعلومات والاتصالات وتطبيقاتها في المجال التربوي ، مطلب ضروري لنجاح أي نظام تعليمي ، ويتطلب هذا تحسين مستمر للاوضاع النفسية والمادية للمعلم ، مع الاستمرار في التنمية والتدريب للارتقاء بمستواه المهني ؛ حتى يتمكن من تحقيق اهداف التربية والتعليم ؛ ذلك لان العنصر البشري المبدع هو القادر على مواجهة التحديات وتذليلها ، بل وتطويعها لخدمة العملية التعليمية- التعلمية ، والتعامل مع هذه التحديات بكل فاعلية واطمئنان . ذلك لان تحسين فاعلية المعلم وقدراته على التكامل مع نوعيات مختلفة من الطلبة هي من مؤشرات التميز في العملية التعليمية- التعلمية، كما ان الحديث عن التميز في هذه العملية يستدعي الحديث عن رفع الكفاءتين الداخلية والخارجية ، فمما تعنيه الكفاءة الداخلية للمعلمين درجاتهم الجامعية، ومدى تفاعلهم مع بعضهم البعض، ومستوى الثقافة العامة بينهم، ومعدلات ترددهم على مراكز مصادر التعلم ، ومعدلات استخدامهم التقنيات والوسائل التعليمية، وانضباطهم والتزامهم الشخصي والمهني ، والمشاركة في مشروعات خدمة المجتمع والمشاركة في تقييم المناهج ، والمشاركة في اللجان التعليمية والعامة ، ومدى اتقان المادةالعلمية، ومدى مواكبتهم لكل جديد في تخصصاتهم ، ومدى رضا الطلاب عنهم ، والسرعة في انجاز التكليفات ، والقدرةعلى التقييم الموضوعي ؛ وذلك لا يستقيم الا في ظل الرضا الوظيفي للمعلم ، ومنحه حقوقه الوظيفية كاملة.
لقد بات من الأمور المتفق عليها بين جميع المهتمين بالشأن التربوي على إختلاف توجهاتهم الفكرية ، أن ثمة ارتباط قوي بين نوعية أداء أي نظام تعليمي ونوعية آداء المعلمين العاملين فيه ، حيث يمكننا التسليم بالقول : أنه لا يمكن لأي نظام تعليمي أن يرتقي أعلى من مستوى معلميه ؛ ذلك لأن المعلم يمثل محور الإرتكاز في تحقيق الأهداف التربوية التي يتبناها النظام التعليمي ،وعلى عاتقه تقع مسؤولية تحويل الأفكار والرؤى التجديدية التي يطرحها القائمون على هذا النظام ، وواضعو خططه وراسمو سياسته إلى نواتج تعليمية تتمثل في صورة معارف ومهارات واتجاهات تتبدى في سلوك المعلمين . وان ايجاد المناخ الملائم لاضطلاع المعلم بدور جديد وفعال وتحديث دوره في الصف من ملقن الى مساهم في اعداد نتاجات التعلم للطالب وتشخيص قدراته ؛لاننا بحاجة الى معلمين متفردين وليس معلمين نمطيين ، ممارسين للتفكير الناقد مما يساهم في تحديث وتطوير التعلم والتعليم ، وممارسة البحوث والتطورات من خلال اعتراف المجتمع بأهمية دوره، وترجمة ذلك الاعتراف الى تقدير مادي ومعنوي واجتماعي، هو شرط اساسي لوضع الامور في نصابها الحقيقي وتحقيق الاهداف التربوية المنشودة
وإذا كانت جميع عناصر النظام التعليمي من مناهج ومتعلمين ومعلمين وبيئة مهمة، فإن المعلم من أهم هذه العناصر،فهو العنصر الأساسي في العملية التربوية برمتها ، ولا يقتصر أثره في تلاميذه على مادته النظرية التي يقوم بتدريسها ؛ ولكنه يؤثر فيهم بأفكاره واتجاهاته وسلوكه ، فهو القدوة الحسنة والمثل الذي يحتذى به ، ومن هنا كانت رسالة المعلم رسالة سامية ، ومهمته خطيرة تتحكم في مصير الاجيال ومستقبل الأمة .
إن النشء الجديد هو رصيد الامة الحضاري للمستقبل ، والمعلمون بتربيتهم وتعليمهم اليومي للناشئة يصنعون إيجابآ أو سلبآ هذا المستقبل، وذلك حسب أهلياتهم الوظيفية لما يقومون به من مسؤوليات ، فالأهلية الوظيفية للمعلمين تمارس دورا مباشرا في تربية أجيال الأمة للمواصفات الشخصية والسلوكية الملاحظة، وفي تقرير نوع المستقبل الذي ينتظرهم جميعآ افرادا وجماعات، إذن فكيف يحدث هذا الدور الحاسم لحياة المجتمع من المعلمين الذين نراهم كل يوم دون اهتمام كاف كما يبدو بحاجاتهم أو شكواهم وسلب حقوقهم، إن أهلية المعلمين الوظيفية تكون غير فعالة إذا شعروا بالتوتر والقلق وعدم الثقة بالنفس، ويأتي سلوكهم التعليمي مشوشا وناقصا مما يؤثر سلبيأ في نمو التلاميذ وتعلمهم ، وبذلك يبنى منهم مجتمع ضعيف في كوادره ومستقبله ، وبالعكس تمامأ عندما تكون أهلية المعلمين الوظيفية بالقدرة العالية والامان الوظيفي ، ويكون سلوكهم التعليمي هادفا واثقا ؛ يحصل نمو متكامل للتلاميذ؛ فيكون مجتمعهم عصي في كوادره ومستقبله على الضعف قوي على النهوض والتقدم والازدهار.
أن من أسباب التوتر النفسي والقلق الوظيفي للمعلمين هي عوامل تتعلق بالبيئة التعليمية المحيطة بالمعلم ، مثل مشاكل العمل المستمرة ، والمشاكل مع الادارة والمشرفين التربويين والمشاكل مع الطلاب وآبائهم واولياء امورهم ، ومشاكل الأسرة. والعوامل الداخلية من داخل المعلم نفسه كشعوره بالظلم وهضم حقوقه ، وعدم المساواة والعدالة مع الموظفين الآخرين في المكانة الاجتماعية او الراتب ، فتظل هذه العواطف مكبوتة داخل المعلم اضافة الى الإعتقادات الخاطئة التي تثار حول مهنة التعليم .
إن للمعلمين حقوقآ كثيرة وامتيازات يستحقونها باستمرار ، وتتمثل هذه الحقوق في حقوق مادية، كالرواتب الشهرية والعلاوات، والحوافز والزيادات السنوية والمكافآت ،والبعثات والدورات والإعارات والإنتداب والإجازات المختلفة( المرضية والعرضية والحج والأمومة والإجازة بدون راتب وراتب التقاعد والضمان الاجتماعي ،والتأمين الصحي)كما تتمثل هذه الحقوق في حقوقهم المعنوية ،كالتنمية والتطوير المستدام أثناء الخدمة والإبتعاث ، وحق الإستقرار الوظيفي ،والتدرج والرقي في الوظيفة ،وتحقيق مطالبهم واحتياجاتهم في العمل، ومن حقوقهم الحماية الإدارية كحق التظلم للمسؤول أو للأجهزة الإدارية المختصة كدوائر المظالم، ومن حقوقهم الحماية القضائية كحق الطعن بالقرارات الإدارية أمام جهات القضاء الإداري، ومن حقوقهم الحماية التشريعية.
ان ما يشعر به المعلمون من هضم حقوقهم وتجاهل مطالبهم لاشك يضعف اداءهم ، وبالتالي يضعف العملية التعليمية-التعلمية والتربوية ، ويبعدها عن مسارها واهدافها .
وتوافقا مع ذلك يحق لنا ان نتساءل في ظل الاضراب الذي اعلنته نقابة المعلمين: عما اذا كان نظام الخدمة المدني الحالي يراعي هذه الاعتبارات فيجعل المعلم مكتفيا بذاته معيشيا وعائلته ، فلا تدفعه مطالب المعيشة لان يبحث عن مصادر رزق اخرى يسد بها تكاليفها التي تزداد يوما بعد يوم مما يخرجه عن مساره التعليمي ؟ وهل تكفيه خدمات التأمين الصحي وتسد حاجته وعائلته في ظل غلاء تكاليف العلاج والدواء ؟ وهل حقوق المعلمين في الضمان الاجتماعي مصانة ومحمية؟ فلا تشكيك ولا تثريب ولا تهميش ولا اعتداء عليها ؟
ان مراعاة حقوق المعلمين في نظام الخدمة المدنية الوظيفية والمالية والصحية والاجتماعية والبيئية والحقوق القانونية والتشريعية وحقوق بيئة العمل كلها من الاسس التي تدعو المعلمين للراحة النفسية وتحسين فاعليتهم ورفع كفاءاتهم الداخلية والخارجية وتدفعهم الى الاداء المتميز في ظل الرضا الوظيفي وتحقيق مطالبهم بحقوقهم كاملة غير منقوصة.
وبناء على ما تقدم ، وفي ظل مراعاة حقوق المعلمين وتقديرهم والاستماع اليهم، وفي ظل المصلحة الوطنيةالعليا ،ومصلحة ابنائنا الطلبة ،يتأتى ان يجيد كل طرف من اطراف المعادلة(وزارة ونقابة واعضاء لجان في مجلس الامة) الاصغاء المتفهم، وايجاد الحلول المناسبة التي ترضي الجميع ولا تعيق عملية البناء التعليمي والتربوي، ولا يظلم فيها المعلمون .
الدكتور: شفيق علقم





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع