لعلّ تسارع واختلاط الأحداث السياسية والميدانية في المنطقة يدفعنا لمتابعة حثيثة لمجمل الأخبار والتطورات الجارية سواء من ناحية العدوان الاسرائيلي المستمر على غزه أو اشتداد المواجهات المؤسفة بين الأطراف المتناحرة في سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر والسودان وغيرها من البلدان وهي مواجهات ينبذها ديننا الاسلامي الحنيف وترفضها كل الشرائع السماوية ..
أكتب اليوم في موضوع حذرت منه قبل حين وانا أشاهد هذه الأيام ما يجري في الاراضي الفلسطينية من مصادمات بين شبان فلسطينيين وقوات من أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في مدن الضفة الغربية حيث جاء تحذيري على خلفية مناوشات اعلامية كنت ولا زلت أتابعها خلال مجريات الحرب على غزه بين محطات فلسطينية منها تابعة للسلطة وأخرى لحماس فقلت .. أبدو الآن متشائما من الأيام القادمة .. متشائما من خلافات قد تدبّ بين الأشقاء مما يعني ان الحرب مستمرة غير انها ستأخذ شكلا بشعا لا قدّر الله ، حيث سنرى ونسمع أن هناك اطرافا مجهولة ستقود الأشقاء الى حرب أهلية أو فتنة نتنة بين الفصائل المتناحرة .. فنحن الآن أمام مشهد ضبابي في غاية السوء وسرعان ما سيسعى لاعبون لتفجيره تحت عناوين مختلفة ، وهذا يعني ببساطة أن هناك فتنة سيتم ايقاظها .. ونبهت من وجود تجار حروب يضحكون على الذقون ويتغنون بالانتصارات الوهمية ويصدرون البيانات الخرافية ويرفعون الشعارات المضلّلة التي تنادي .. أستمري ياحرب غزة والمزيد المزيد من الشهداء والجرحى والمزيد المزيد من الرفض للتهدئة ووقف الحرب حتى نجمع أكبر قدر من الأموال ..
ويبدو من هذا الاتجاه أن هناك مصالح لبعض الأشخاص لا يريدون إنهاء الحرب والدمار وانهاء الانقسام بين الأشقاء الفلسطينيين بهدف الابقاء على مصالحهم الشخصية على حساب مصلحة الشعب الفلسطيني ووحدته وإرادته ، لذلك لا بد من الضغط على هؤلاء الأشخاص وتحجيمهم وكشفهم امام العالم وهم الساعون دوما الى اشعال نيران الحقد وتأجيج الفتنة واستمرار الفتك بالبشر واعطاء التبريرات لاسرائيل لمواصلة عدوانها على بيوت الغزييّن ومنشآتهم ومؤسساتهم ومناطق سكناهم .. وبالمقابل هناك رغبة شعبية فلسطينية وهناك إرادة من قيادتهم الشرعية تطالب بالإسراع في إنجاز الملف الفلسطيني الاسرائيلي وحلّ كل القضايا العالقة بين الجانبين .. ونحن ندعو كذلك لأن يكون هناك حراك من داخل فتح ومن داخل حماس ومن داخل فصائل العمل الوطني وكافة شرائح المجتمع الفلسطيني لوقف العدوان على غزه ..
هذا العدوان الذي حصد ارواحا بريئة من السكان المدنيين الآمنين الذين لا ذنب لهم سوى انهم يخضعون في اقامتهم تحت قيادة رافضة للشرعية..
وخلاصة القول وأمام هذا الواقع المرير نقول لكل الأشقاء الفلسطينيين كفاكم اقتتالا وشتاتا ودمارا ونتمنى على كل الشركاء في الضفة الغربية وقطاع غزه الاحتكام إلى الحوار البناء كأساس لحل جميع المشاكل والقضايا والخلافات المصيرية .. كما نتوجه إلى الجميع العمل على لمّ الشمل ووحدة الصف والعودة الى تحكيم العقل وتحقيق الأهداف السامية والنبيلة التي تكفل الحياة المستقرة والمستقبل الآمن لكل المواطنين الفلسطينيين على ترابهم الوطني .