من ضمن ما طالبت به حركة حماس في مفاوضات القاهرة أن تقدم اسرائيل لها كشفا بأسماء العملاء " الجواسيس " الفلسطينين الذين يتعاونون معها كدولة احتلال في الكثير من العمليات العسكرية التي تنفذها في غزة ضد رجال المقاومة ، وهنا يبدو أن قيادة حماس قد فقدت عقلها العسكري ومارست التفكير الصبياني ، والذي يؤكد ذلك ما حدث في غزة صباح يوم الخميس عندما تمكنت اسرائيل من اغتيال ثلاثة قادة عسكريين لحماس في نفس الوقت ونفس المكان ، وبعد فشل اغتيال القائد الضيف باليوم السابق واستشهاد زوجته وابنته .
ونعيد هنا للذاكرة صور مقتل شباب فلسطينين في حي الشجاعية داخل حمام احد المنازل وهم في زيهم المدني ، وتمت عملية الاغتيال باسلوب الاعدام الجماعي وتناقلت وسائل الاعلام تلك الصور ليتبين لاحقا أنهم مجموعة من العملاء تم اعدامهم من قبل أحد طرفي المعركة وإنتهى الحدث عند هذه الاحتمالات .
والحادث الأخير الذي تم من خلاله اغتيال ثلاثة قادة في نفس الوقت يؤكد على حجم الاختراق الاسرائيلي للداخل الحمساوي ، وهو اختراق ظهر بقوة في أول ايام العدوان عندما اغتالت اسرائيل أحد أهم القادة الميدانين لحماس ، ويومها طرح السؤال التالي ؛ هل حماس تشارك مع فتح في اغتيال الرافضين لأية مصالحة وطنية أو اتفاق سلام مع اسرائيل؟.
وعلى صعيد أخر في المفاوضات الأخيرة أنها تمت داخل فنادق خمسة نجوم ودون أية لقاءات مباشرة ما بين وفد حماس والوفد الاسرائيلي ، وكانت قنوات التفاوض تتم عبر ممثلي فتح ومصر وهو ما تمت محاولة اخفاءه إعلاميا لإظهار أن هناك مفاوضات مباشرة بين حماس واسرائيل.
وفي حقيقة الأمر أن ما تم في أروقة فنادق القاهرة هي أكبر عملية تجسس قامت بها اسرائيل وبمساعدة جهات كثيرة أدت في النهاية الى عمليات اغتيال ناحجة اصابت حماس في مقتل ، وحققت ل "فتح " فرصة اخراج معركة غزة من ساحات الأرض لأروقة فنادق الدوحة مرة أخرى.