واجهت الكثير من دول الخليج العربي أزمات سياسية داخلية وخارجية في موسم الربيع العربي ، ووصلت الأمور في بعض تلك الدول أن تم التعامل مع الحراكات المطالبة بالاصلاح والمساواة والعدالة الاجتماعية وحرية الرأي والتعبير؛ إلى قيام تلك الدول باستخدام العنف المفرط وصل لحد قتل المتظاهرين ووضع اسمائهم في قوائم تشابه قوائم امريكيا لقادة تنظيم القاعدة كمطلوبين تتسلسل ارقامهم بناء على درجة خطورتهم .
وفي نفس الوقت تم التلاعب بالاحداث اعلاميا عن طريق طمس الحقائق ومنع نقل الصورة من واقع الاحداث ، وفرض سيطرة كاملة على منابع الانترنت من قبل تلك الدول ومراقبة كل ما يخرج من حدودها ، وفي نفس الوقت قامت تلك الدول بنشر مافرضته من عقوبات على تلك الجماعات ، ومن ابرز تلك العقوبات هي قيام تلك الدول بسحب الجنسية من ابناءها الذين خرجوا على ولاتها.
وهنا تطرح كثيرا من الاسلئة عن علاقة مواطني تلك الدول مع حكوماتها ، والقوانين والتشريعات الدستورية التي نظمت العلاقة ما بين تلك الدول كحكام وشعوبها، وابرز مظاهر دموية مثل هذه الاحكام أن تلك الدول تمنح على أرض الواقع امتيازات لشعوبها بنيت على أساس طبيعة تلك العلاقة ، وهي علاقة تقوم على التبعية الكاملة للعائلة الحاكمة حتى في أسم الجنسية الممنوحة لشعوب تلك الدول، ورغم أن عدد سكان تلك الدول مقارنة ببقية دول العالم يعتبر ضئيل جدا إلا أنها قامت بتضخيم حجم سكانها من خلال ما تقدمه لهم من خدمات مالية تعتبر من أعلى الخدمات التي تقدم للشعوب من قبل دولها في العالم .
وبهذه الطريقة من التبعية الشخصية للفرد في تلك الدول للعائلة الحاكمة تم تغييب الجغرافيا كجزء رئيس من مكونات مفهوم الدولة، وبهذا التغييب أصبح افراد تلك الدول يعيشون في عالم افتراضي يقوم على شخص الحاكم فقط ، مما جعل علاقة الاتكالية فيما بين الحكام وشعوب تلك الدول هي الاساس الذي تقوم عليه تلك الدول.
وفي نفس الوقت قامت تلك الدول بسن قوانين وتشريعات تمنع ابناء شعبها من حمل أيةجنسية أخرى ، بل في حال رغبة أحدهم في الحصول على جنسية أخرى عليه الحصول على موافقة مباشرة من الحاكم والذي يرفض دون أية مبررات ، وبهذه الطريقة من التعامل نجدها تشابه موروث دينيا يتعلق بطرد الله سبحانه وتعالى لسيدنا أدم وحواء من الجنة ، وكي تبدأ معركة المواطن من تلك الدول بالبحث له عن أرض تؤيه أو تغطي سو