زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - تسير بالشارع تتلفت يمينا وشمالا ، لا تكترث للتصفيرات وعبارات الغزل ، والنظرات التي تستبيح جسدها ، تنتظر الركوب بسيارة لتقلها إلى مكان ما ، لباسها شبه عار في وضح النهار ، تمشي بطريقة ملفتة في شارع "الجاردنز" وشعرها المُصفر ، هي "حرة" بسلوكياتها إلا أن الشباب من حولها لم يرحموها بنظراتهم ، فشخص jتبعها حتى يتعرف عليها ، وآخر ركن مركبته ليقلها إلى ما تريد ، وآخر ألقى برقم هاتفه ليتمكن من التحدث إليها ، عدا عن نظرات تتعقبها من المركبات ، وتحاول النظر إلى وجهها ، فهي تمشي باتجاه المركبات ، فما يبدر من السائق إلى الإلتفات باتجاهها ليراها عن كثب .
المشهد تم رصده ، وفجأة يظهر شاب يحاول التعرف عليها بطريقة ابتزازية ، مستغلا ضعفها ، فهي وحيدة وترتدي حذاء ذي كعب عال لم يمكنها من الهرولة ، أو السير بسرعة ، عدا عن بنطالها الضيق الذي يحول دون حركتها بسرعة ، فحاولت التخلص منها ، لكن دون جدوى ، ما حدا بسائق تكسي الوقوف بجانبها وقال لها " إركبي ..بدي اوصلك وين ما بدك .. بدي اساعدك لا تخافي " .
الفتاة نظرت إلى السائق بنظرات خوف ، إلا أنها قد ارتاحت لمحيا ذلك الشخص الذي بدا عليه أن يريد ان يساعد الفتاة في التخلص من مأزق ، يحدق بالفتاة ، أراد أن يوصلها إلى ما تريد ، وأن يختصر على هؤلاء عناء اللحاق في ذروة الحرارة المستعرة ، فالفتاة تمشي ببطئ ، والنظرات تتعقبها بسرعة .
هي تمشي إلى مكان ما ، إلا أنها قد تصل إلى مجهول ليس بحسبانها ، ضوابط المجتمع واضحة ، الأمر بحاجة إلى وقفة متأنية ، فالشارع ليس ملك لها ، وليس من الممكن أن تحد النظرات المتجهة نحوها ، فما كان بالأمس رسالة مضمونها وهدفها سام ، فالذئاب البشرية تنتشر في كل مكان ، ومن الاجدر الحماية من تلك الذئاب تحسبا من قدر أليم ، والسلاح واضح.
الأمر ليس تدخلا بالشأن الشخصي ، إلا ان النصيحة واضحة والأمثلة كثيرة، والمشاهد هي التي تستدعي أن تقول كلمتك .