أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
نتنياهو: الولايات المتحدة لا تمارس ضغوطا كافية على قطر الأردن ينفذ 8 إنزالات جوية على شمالي غزة بمشاركة 6 دول ارتفاع إجمالي الدين العام في الأردن إلى 41.18 مليار دينار حتى نهاية العام الماضي "طقس العرب" يحذر من موجات غبارية في مناطق بالأردن السبت غالانت يتلقى عبارات قاسية تجاه إسرائيل 125 ألف يؤدون صلاة الجمعة الثالثة من رمضان في المسجد الأقصى مسيرات تضامنية بمحافظات عدة عقب صلاة الجمعة إسنادا لغزة تعرض أربعينية لإصابة بليغة بعد أن أسقط عليها شقيق زوجها أسطوانة غاز من الطابق الثاني في إربد بايدن: دول عربية مستعدة للاعتراف بإسرائيل ضمن اتفاق مستقبلي البرلمان العربي والاتحاد البرلماني الدولي يبحثان التعاون المشترك 15 شهيدا وعشرات الجرحى جراء قصف الاحتلال نادي الشجاعية بغزة دول منظمة الصحة تفشل في التوصل إلى اتفاق على سبل مواجهة الجوائح مسؤول تركي: أردوغان سيلتقي بايدن في البيت الأبيض في 9 أيار الدفاع المدني يتعامل 1270 حالة إسعافية مختلفة خلال 24 ساعة يديعوت أحرونوت: واشنطن فقدت الثقة في قدرة نتنياهو حزب الله يستهدف ثكنة زبدين الإسرائيلية إصابة 61 جنديا إسرائيليا بمعارك غزة منذ الأحد الماضي وزير الخارجية يجدد دعوته إلى وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل الاحتلال يمنع مئات المسنين من الدخول للأقصى أسعار النفط تحقق مكاسب شهرية بأكثر من 7 بالمئة
الصفحة الرئيسية أردنيات مسيحيون عراقيون وصلوا الأردن : نحن الأكثر تضررا...

مسيحيون عراقيون وصلوا الأردن : نحن الأكثر تضررا منذ العام 2003

20-08-2014 01:07 AM

زاد الاردن الاخباري -

اعتبر مسيحيون عراقيون وصلوا عمان مؤخرا عقب تهجيرهم قسرا من محافظة الموصل العراقية، على يد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، ما حدث معهم بأنه نتيجة حتمية للاحتلال الأميركي للعراق العام 2003، مؤكدين أنهم الفئة “الأكثر تضررا من هذا الاحتلال”.

وعبروا عن امتنانهم للأردن، حكومة وشعبا على استقبالهما مزيدا من المهجرين العراقيين، على الرغم من موجات اللجوء السابقة.

وأسهب العديد منهم في شرح ما مروا به من أحداث بدأت منذ العاشر من حزيران (يونيو) الماضي، لدى انسحاب الجيش العراقي، “تاركا سكان الموصل من مسلمين ومسيحيين تحت سيطرة “داعش” “.

وفي مبنى تابع لكنيسة “مار الياس”، ينهمك لاجئون بوضع قواطع خشبية تفصل بين ما يشبه الوحدات السكنية المتواجدة جميعا في قاعة واحدة مفتوحة، فيما تمتد فرشات داخل كل وحدة، في حين تتجمع بعض النسوة ويبثثن حسرتهن على منازل وأملاك وأموال خلفها وراءهن في الموصل، حفاظا على أرواحهن وعلى ديانتهن، ورفضا “لدفع الجزية”.

وفيما تتكفل “الكاريتاس” بكل ما يحتاجه هؤلاء المهجرون الذين بدأوا الوصول الى الأردن منذ أيام قليلة، ضمن مجموعة يصل تعدادها إلى ألف لاجئ، ممن تم الاتفاق على منحهم تأشيرات دخول بعد وصولهم إلى الأردن، فإن الأب العراقي نور القس موسى الذي يعمل في كنيسة السيدة مريم العذراء في الأشرفية في عمان، أوضح انه ناقش مع الحكومة “منح تسهيلات لهؤلاء المسيحيين الذين هجروا قسرا، عن طريق إعطائهم تأشيرات لحظة وصولهم إلى الأردن”.

وتابع الأب موسى الذي كان معيّنا سابقا من الكنيسة لخدمة العراقيين السريان والكاثوليك في الأردن، شارحا كيفية وصول هؤلاء المهجرين الى الأردن، بقوله: “فاتحت جمعية كاريتاس الأردن، حول وضع أهلنا في الموصل وسهل نينوى، وبدورها فاتحت الجمعية الجهات التي تعمل مع كاريتاس الأردن بهذا الصدد، وجهات أخرى”.

وبيّن في حديثه أمس في الكنيسة، أنه أجرى اتصالات مع سفارة الفاتيكان لدى الأردن والتقى السفير، والذي طلب بدوره كشفا بأعداد العراقيين المسيحيين المنوي نقلهم من الموصل، من أجل تجهيز المساعدة المطلوبة من “الفاتيكان”.

ويتوزع هؤلاء المهجرون حاليا، على 80 فردا في كنيسة مارالياس، بينما يوجد في مركز سيدة السلام نحو 87، وفي كنيسة اللاتين بماركا نحو 48، فيما يسعى “الكاريتاس” لإيجاد كنائس وأديرة اضافية لاستقبال القادمين الجدد.

وفي حال زاد عدد المهجرين على الألف المتفق عليه مع الحكومة، أوضح الأب موسى انه سيتم بحث الأمر في حينه مع الجهات المعنية.

واعتبر الأب نور أنه “منذ سقوط العراق بيد الاحتلال الأميركي العام 2003، بدأ التهجير القسري للمسيحيين على مراحل، ففي العامين 2004 و2007 حصل تهجيران لمسيحيي الموصل، وفي العام 2010 وقعت مجزرة كنيسة سيدة النجاة، غير أن ما حصل هذا العام هو أمر غير مسبوق، وهو تهجير قسري جماعي بدأ بعد دخول “داعش” إلى الموصل”.

وحول تسلسل الأحداث، بين الأب نور أنه “بعد خروج ثوار السنة من الموصل، استفردت قوات “داعش” بالمحافظة، واجتمعوا برجال الدين المسيحي ليطلبوا منهم أن يبلغوا رعاياهم بشروط ثلاثة: دفع الجزية أو اعتناق الإسلام أو تطبيق حد السيف”.

وتابع: “نحن مكون مسيحي أصيل في العراق ولا نقبل بالجزية ولا أن نغير ديننا، وفي حوالي منتصف تموز (يوليو) الماضي، جاء الإنذار النهائي من “داعش” لكل المسيحيين بضرورة ترك المدينة عبر مكبرات الصوت في المساجد”.

وأضاف الأب موسى: “فيما فرضت “داعش” الجزية التي تبلغ قيمتها 550 ألف دينار عراقي (450 دولارا أميركيا) على الشخص الواحد، قام تنظيم الدولة لاحقا بإلغاء شرط الجزية هذا، وأصبح الأمر إما أن نتحول للإسلام أو نموت، وحينها بدأ التدفق الكبير ولم يبق أي مسيحي في الموصل، ونزحوا نحو سهل نينوى، ثم إلى كردستان”.

وتابع: “في طريق النزوح كانت هناك نقاط تفتيش لـ”داعش”، حيث سلبوا من الناس مركباتهم وأموالهم وكل ما يحملون حتى حليب الأطفال، وأعطوا العوائل مبالغ نقدية تكفي فقط لسيارة أجرة لإكمال طريقهم”.

وحول رأي الأب موسى بالتغيير الحكومي الجديد في العراق قال: الأب موسى: “لا آمل بالحكومة السابقة ولا الجديدة ولا بالقوات الأميركية، فنحن المسيحيين الأكثر تضررا من دخول الأميركان في العام 2003 ولغاية 2014”.

وأضاف شارحا: “اتهمنا بأننا موالون للأميركان، وتم قتلنا وخطفنا، كما أن الضربات الأميركية الحالية تأتي لحماية مصالح الأميركان وليس لحماية مسيحيي الشرق ولا يهمهم ان كنا نموت أم لا”.

وأوضح ان هذه المجموعة من المسيحيين الموجودة في الأردن الآن، تعتزم الهجرة الى الخارج، مناشدا الأمم المتحدة تسهيل أمور لجوئها إلى دول أجنبية “بشكل عاجل”.

وأكد أنها تتمتع بحرية التنقل كما بيّن أن أفرادها يتحدرون من مستويات اجتماعية ومادية “جيدة” أو “ممتازة”، وأن أقل الموجودين “ترك وراءه بيتا ان لم يكن قصرا في الموصل”.

واستغرب الأب موسى ما وصفه بـ”الصمت الرهيب من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة، تجاه الإبادة الجماعية لمكون رئيسي في العراق”، مطالبا العالم بالالتفات الى النازحين العراقيين في كردستان العراق، الذين يعيشون “ظروفا صعبة بسبب كثرة أعدادهم وعدم قدرة الإقليم على توفير احتياجاتهم اللازمة”.

إلى ذلك أجمع المهجرون المسيحيون في أكثر من كنيسة على عدم رغبتهم بالعودة إلى العراق، حتى لو عاد الاستقرار اليه، مطالبين باللجوء إلى دولة أجنبية “لأننا نبحث عن الأمان، ولا أمان في الدول العربية”.

كما بدت على أطفال هؤلاء المهجرين آثار جروح نفسية غائرة، ومنهم الطفلة نورا (13 عاما) التي قالت إنها “لا أمل لديها بالحياة”، وأنها اعتادت على النوم تحت أصوات القصف.

فيما قال طفل آخر: “عصابات “داعش” خطيرة جدا، سرقوا جوازات سفر جدتي وخالي، ولن يستطيعا الالتحاق بنا هنا”.

مضيفا: “أكره “داعش” كثيرا كثيرا، سلبوا اموالنا وبيوتنا ومتجر والدي ولم يعد لنا شيء هناك ولا نريد العودة للعراق”.

وعبر مهجر آخر، يدعى رياض ايليا والذي وصل الأردن الخميس الماضي، عن سوء الأوضاع في بلده بقوله: “بدأت رحلتنا المأساوية منذ خروجنا من ديارنا الى المجهول، وصلنا اولا الى سهل نينوى، ومن ثم ذهبنا الى اقليم كردستان، وحاول هذا الاقليم بالفعل مساعدتنا إلا أن حجم المأساة وأعداد النازحين الكبير جدا يفوق كل الطاقات”.

وأضاف: “أميركا بدت وكأنها حررتنا من الرئيس الأسبق صدام حسين، لكن سرعان ما تسارعت الأحداث وأصبحت ضدنا، ونطالبها بإصلاح خطئها واستقبالنا لديها، فأنا لن أعود للعراق ولو أجبروني على العودة فأفضل الموت على ذلك”.

واكد انهم يشعرون بالأمان في الأردن، وانه يقدر للحكومة والشعب الأردنيين استقبالهم مزيدا من العراقيين، رغم موجات اللجوء العراقية السابقة، وخلص إلى أنه يؤمن انه يستحيل على العراق “أن يعود إلى ما كان عليه قبل 2003”.

اما السيدة المسنة نجيبة جبو (80 عاما)، والتي بكت بألم وهي تصف كيف اضطرت لترك وطنها وكل ما تملك، فقالت: “لم يمر علينا في تاريخنا شيء كهذا أبدا”، معربة عن أمنياتها بأن تتمكن من الانضمام لابنها وابنتها المقيمين في كندا.

فيما أشارت إنغام عبد، المقيمة في كنيسة “مار الياس”، إلى انها تركت وعائلتها بيتهم كما هو بأثاثه، بعد أن أمهلتهم “داعش” ثلاثة أيام لمغادرة الموصل، مبينة أنها اضطرت لبيع مصاغها لشراء بطاقات الطائرة الى الأردن.

بدورها توضح كفاح سامي أنها وصلت وعائلتها الى عمان عبر خطوط الملكية الأردنية من أربيل، وأنها لا تعرف مصير حساباتهم في البنوك التي استولت عليها “داعش” في الموصل، فور سيطرتها على المحافظة، متهمة حكومة المالكي السابقة بـ”قلة الاهتمام بهم والتعتيم على المعلومات”.

الغد





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع