تفاصيل رواية الحمائم عن انقلاب الصقور على الفلاحات .. وشتائم في جلسة "شورى الاخوان"

زاد الاردن الاخباري -

بدأت قصة الانقلاب على مرشح التوافق الذي فرضه تيار الصقور في جماعة الاخوان المسلمين، ليلة الخميس الماضي عقب جلسة مجلس شورى الجماعة، التي كادت الامور ان تصل لحد الاشتباك بالايدي بين حسان ذنيبات وايمن ابو الرب.

تيار الحمائم والاعتدال يرى بانه تم اقصاؤه عن جميع مفاصل القرار في الجماعة، بدءا من المكتب التنفيذي للجماعة ومجلس الشورى وموقع الامين العام والمكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الاسلامي ومجلس شوراه، غير ان تيار الصقور يرى وعلى لسان نائب المراقب العام زكي بني ارشيد «الجميع ممثل والجماعة والحزب للجميع وليست لطرف على حساب طرف».

جلسة الخميس الماضي لمجلس شورى الاخوان، جاءت للتوطئة لجلسة السبت الماضي لشورى الحزب لاختيار الامين العام والمكتب التنفيذي وبناء على طلب المراقب العام والمكتب التنفيذي للجماعة «صقور» بان يكون سالم الفلاحات الامين العام للحزب وهو يختار اعضاء المكتب التنفيذي من غير الجدليين والاشكاليين.

لكن حسب اعضاء في شورى الاخوان حضروا الجلسة فان الجلسة بدات بكلمة لرئيس لجنة المصالحة الدكتور عبداللطيف عربيات التي طرح فيها رزمة من الاتفاقات مع تياري الصقور والحمائم لحل ازمات الجماعة وابرزها التوافق على عدم اقصاء اي طرف عن قيادة التنظيم، والغاء قرارات فصل قادة زمزم، والاتفاق على سالم الفلاحات كمرشح توافقي للامين العام للحزب.

بعد ذلك تحدث القيادي الصقوري الدكتور محمد ابو فارس» ابو ساجدة»، وهاجم قادة مبادرة زمزم، ووجه سيلا من الاتهامات لهم بانهم صنيعة حكومية، ويملى عليهم.

وبعد «ابو ساجدة» اعطي الحديث لعضو الشورى ايمن ابو الرب، الذي هاجم قادة زمزم ووجه لهم اساءات اعتبرها بعضهم شخصية وتصيب كرامتهم، فتدخل القيادي في الشورى حسان ذنيبات وانهال بسيل من الشتائم والسباب على ابو الرب، قائلا له: «لا يحق لامثالك ان يتحث عن قامات مثل ارحيل ونبيل»، وكادت الامور تصل حد الاشتباك بالايدي، لولا تدخل العقلاء، وبعدها نادى احد «الاخوان» عليكم بالوضوء والذهاب للصلاة، فانتهت جلسة شورى الاخوان من دون الاتفاق والمصادقة على تقرير لجنة المصالحة التي يقودها عربيات.

بعد جلسة الشورى ذهبت مجموعة المصالحة، واجتمعت في احد بيوت «الاخوان»، وجرى الضغط من قبل الاخوان على سالم الفلاحات، للموافقة على موقع الامين العام للحزب الذي تم فرضه بداية من تيار الصقور واخيرا قبل به تيار الحمائم، حينها طلب الحضور من الفلاحات مغادرة الجلسة والتوجه نحو بيت المراقب العام همام سعيد، لوضعه بصورة اتفاق اللجنة وتيار الحمائم والاعتدال على طلب الصقور بالموافقة على ترشيحه لمنصب الامين العام للحزب، ومن جهته بادر سعيد بشكر الفلاحات والتاكيد له على انه دائما رجل اصلاح ومتفهم ومتفان لخدمة الجماعة والحزب، مباركا له الموقع على امل الوصول الى جلسة شورى الحزب يوم السبت لترشيحه بالتزكية.

مر يوم الجمعة من دون اي تفاعلات واحداث ساخنة في الجماعة والحزب، حتى صبيحة يوم السبت الساعة السادسة صباحا، ليتفاجأ سالم الفلاحات باتصال هاتفي من عضو المكتب التنفيذي لجماعة الاخوان المسلمين احمد الزرقان، ليؤكد له ان ترشيحه بالتزكية لمنصب الامين العام اصبح لاغيا، وان التوجه الان يصب بمصلحة ترشيح محمد الزيود لمنصب الامين العام.

على الفور بادر الفلاحات بالاتصال بلجنة المصالحة وقيادات الجماعة من تياري الحمائم والاعتدال وطلبهم لاجتماع قبل انعقاد اجتماع شورى الحزب لانتخاب الزيود، وتم التداعي لاجتماع طارئ من قبل الفلاحات و24 شخصا من قيادات الجماعة، وتم بحث تقديم ما جرى قبيل ان يتم البدء بالترشيح لوضع قواعد الاخوان والحزب امام الحقيقة حتى يكون لهم الحق في توضيح روايتهم وما جرى.

ذهب الجميع لاجتماع الشورى قبل ظهر السبت، وبعد بدء الاجتماع رسميا برئاسة رئيس المجلس العزام، طلب سالم الفلاحات الاذن بالحديث، فرفض العزام السماح له، وبعد جدل سمح له بالحديث وقال له» معك خمس دقائق للحديث فقط»، وبدأ الفلاحات بشرح ما جرى من لقاءات واجتماعات وتوافقات ومباركة المراقب العام مساء الخميس لقبوله وفك عقدة الامين العام، وبعدها سمح العزام للزرقان بالحديث ورد على الفلاحات.

بعد ذلك طلب الامين العام والقيادي التاريخي في الجماعة والحزب حمزة منصور الحديث فرفض العزام السماح له بالحديث، ودار جدل حول احقية العزام عدم السماح لقيادي تاريخي بالحديث، ورفض العزام بعد طلب الكثير من الحضور الا انه رفض، حينها هدد منصور بمغادرة الجلسة، فرد عليه العزام» اللي بده يطلع يطلع من الجلسة ويغادر».

بعد هذا الجدل والاشتباك الكلامي غادر منصور الذي قضى من عمره ما يزيد على 50 عاما في خدمة الجماعة والحزب، ليغادر بصحبته 26 قياديا من اعضاء شورى الحزب بينهم عبداللطيف عربيات، عزام الهنيدي، جميل ابو بكر، عبدالحميد القضاه، وغيرهم.

على وقع التوتر، غادر 26 شخصا مع منصور واتجهوا لمنزل نمر العساف، واتفق الجميع على انه لا يمكن التوافق مع تيار الصقور وقيادة الاخوان والحزب الاقصائية بحسبهم.

وقال قيادي حضر الجلسة في منزل العساف» اتفقنا على اجتماع السبت المقبل وسيتقرر فيه موقفنا الحاسم من قيادة الحزب والجماعة».

وتابع القيادي : تبين لنا ان المراقب العام همام سعيد وزكي بني ارشيد لا يمونون على تيارهم، وهذا ما قالوه لنا في ردهم على استفساراتنا».

نائب المراقب العام زكي بني راشيد فضل عدم الخوض بالتفاصيل فيما حدث بقضية تعيين الزيود بموقع الامين العام، لكن بني ارشيد اكد ردا على اتهامات الحمائم له ولتيار الصقور بالسيطرة على مفاصل الجماعة والحزب قائلا» الجماعة فيها وجهات نظر مختلفة وهي للجميع وليست لطرف على حساب طرف اخر، ولكل ابنائها ولخدمة الوطن».

وتابع بني ارشيد، ردا على امساكهم بكامل زمام الامور واقصائهم للحمائم والاعتدال بقوله» ليس صحيحا وهذا افتراء، فنائب رئيس مجلس الشورى انتخب بالتزكية وهو من الطرف الاخر»، مستطردا «لا ارغب في الدخول في التفاصيل».

وتعليقا على اتهامهم بافشال جهود لجنة المصالحة بقيادة عربيات قال بني ارشيد» هناك جهود ضخمة وكبيرة للاصلاح لكن ليس الان وقت الحديث فيها».

اما عضو مبادرة زمزم القيادي الدكتور نبيل الكوفحي فقال ان الرهانات على التوافق مع الطرف الاخر انتهت، مؤكدا وجود حالة من الاستياء والامتعاض لدى قواعد الاخوان مما جرى ويجري من سياسات اقصاء واستقواء.

وتابع الكوفحي، واضح ان رئيس لجنة المصالحة الدكتور عبداللطيف عربيات غاضب جدا على ما جرى من ضرب توصيات لجنته التي ضمت قادة الحركة التاريخيين بعرض الحائط وعدم احترامها.

وانتقد الكوفحي الاصطفافات داخل الاخوان بانها تجري على قاعدة غير قيمية، معتبرا تسرب هذه الاصطفافات للجماعة والحزب امر خطير.

واعتبر الكوفحي خطاب نائب المراقب العام بانه «يخلو من الحكمة وليس خطابا اسلاميا»، مشيرا الى ان النظام السياسي يتعاطى بنوع من الحكمة مع الاخوان.

يذكر ان لجنة الاصلاح برئاسة الدكتور عبداللطيف عربيات، وعضوية د.اسحق الفرحان، ود.عبدالحميد القضاة والأستاذ حمزة منصور، والأستاذ جميل أبو بكر، والأستاذ فرج شلهوب، والأستاذ حسان ذنيبات، والأستاذ سالم الفلاحات وآخرون وصل عددهم إلى سبع عشرة شخصية.

العرب اليوم