زاد الاردن الاخباري -
رصد - بعثت نساء الاقصى رسالة موقعة من قبل 1580 إمرأة للملك عبد الله الثاني، من أجل التدخل ومنع الاحتلال الاسرائيلي من اعتداءاته على المسجد الأقصى وبالذات توقفه عن منع النساء من دخول المسجد الاقصى بشكل كامل في فترات الصباح والظهيرة.
وتالياً نص الرسالة بحسب رصد "زاد الأردن":
نكتب إليكم من أمام أبواب المسجد الأقصى التي أغلقها الاحتلال الإسرائيلي في وجوهنا، نكتب إليكم وعلى مرمى نظرنا ساحات المسجد الأقصى المبارك التي اعتدنا الرباط فيها وطلب العلم في أرجائها وحفظ القرآن في جنباتها ، واليوم يحول الاحتلال الإسرائيلي الغاشم ، بمنعنا من دخول المسجد الأقصى المبارك، بيننا وبينها، ليحرمنا من مجالسنا ومصاحفنا وركعاتنا وسجداتنا في مصلياته وساحاته.
إننا حين قررنا الرباط في مسجدنا إنما كنا نبذل غاية الجهد ومنتهى الوسع لندافع عن المسجد بأنفسنا وأرواحنا وأوقاتنا في وجه التقسيم والتهويد والعربدة والغطرسة الاحتلالية ، مقتديات بذلك بسيدتنا مريم عليها السلام وأمنا خديجة وعائشة وفاطمة الزهراء رضي الله عنهن وأرضاهن وسائر آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم ، لنكون حفيداتهن وعلى خطاهن ، ننذر أنفسنا لأجل المسجد الأقصى وحمايته ونصرته ، وقد أكرمنا الله بأن كنا على مدى سنوات خلت أحد خطوط الحماية للمسجد الأقصى في وجه الاقتحامات والاعتداءات ، وهذا ما دعا الاحتلال إلى محاولة التخلص منا ليخصّنا بالمنع عن الأقصى دون الرجال" .
إن ما ساهمتم وساهم آباؤكم الكرام في إعماره على مدى قرن من الزمن مهدد كله اليوم بالضياع يا جلالة الملك، فالمسجد الأقصى اليوم يتهدده خطر التقسيم والتهويد، ومعالمه وقبابه ومبانيه ومنابره مهددة كلها بأن تصبح أطلالاً لا يتمكن مسلم من الوصول إليها، ويُفرض علينا اليوم أن نكتفي بالوقوف عند أبوابها والبكاء عليها والحسرة على أيامٍ عشناها نصلي في مسجدنا رغم قيد الاحتلال ، وإننا إذ نقف بأجسادنا وأرواحنا حراساً في وجه الاحتلال فإننا نستصرخكم اليوم لتكونوا معنا في الموقف وفي الضغط السياسي على المحتلين لنحافظ على بقائنا ووجودنا في المسجد الأقصى المبارك.
إننا ومن قلب القدس ومن مواقع رباطنا أمام أبواب الأقصى الموصدة في وجوهنا نبعث إليكم بأن ما ينتظره المسجد الأقصى من المسلمين اليوم هو الحماية مع الإعمار ، وإذا كان لكم في إعماره قدم السبق بترميم آثار الحريق وما خرّبه في المسجد الأقصى بالأمس ، فواجب اليوم هو حماية المسجد من التقسيم والتهويد الذي بات أمراً عدوانياً يزداد تمادياً وفداحة يوماً بعد يوم.
وإننا إذ قدمنا ونقدم قسطنا من ضريبة حماية المسجد بالأرواح والأجساد والأوقات ، فإننا ننتظر اليوم من يقف إلى جانبنا ويمدّ لنا يد الدعم والتثبيت والنصرة من موقع القرار والتأثير ، بضمان دخول النساء والرجال إلى المسجد الأقصى على مدار الساعة ، وإدانة سياسة الإبعاد عن الأقصى بوصفها حرماناً من حق أساس من حقوقنا كبشر ، والعمل على نشر هذه الإدانة كموقف إسلامي وعالمي على كل المستويات ، ودعم هيئة الأوقاف حتى يمارسوا سيادتهم الكاملة اليومية على المسجد الأقصى ، وحماية حراس الأوقاف الذين يُمنعون من الدخول وتأمين الغطاء السياسي لهم حتى يتمكنوا من ممارسة واجبهم ودورهم بالوقوف إلى جانبنا وإلى جانب اخوانهم وأخواتهم من المصلين في وجه اقتحامات المتطرفين الصهاينة".
إنكم تضطلعون بمسؤولية عظيمة ومهمة جليلة ألا وهي مسؤولية رعاية المسجد الأقصى المبارك وهو في محبسه تحت الاحتلال الصهيوني الآثم ، وإنه لموقف عظيم أمام الله وأمام أمتكم وأمام ما سيكتبه كاتب التاريخ في الأجيال القادمة ، وإننا لنرجو لكم أن تكونوا ممن يؤدون أمانتهم ويوفون مسؤوليتهم.