الحروب والكوارث أرض خصبة للروحانيات ، والغيبيات ، وبالتالي اللجوء إلى التأويل بدلالات دينية أو حياتية أو أسطورية ، وقد لمسنا هذا واضحاً في مناسبات كثيرة منها مجزرة صبرا وشاتيلا ، وهدم البرجين في أمريكا في 11 سبتمبر ، وتسارعت الأقلام في حينها إلى أخذ الرموز الدينية من آيات وحروف الآيات للوصول إلى رقم " 11 " ، وإلى رقم " 9 " وهو ما يمثله موقع الشهر في السنة ، والخطير في الأمر أن بعض الأقلام تكتب دون أن تقرأ ، وبعضها تكتب من خلال تأويلات رقمية تحشرها في زوايا القصدية والرغبة في الحصول إلى مبتغى وطني أو ديني أو سياسي .
اليوم ونحن نعيش زهو المقاومة الفلسطينية في غزة نرى بعض الأقلام التي تدعي العلم والمعرفة ، وتدعي الإطلاع على الكتب والدراسات الغربية ، وتدعي فهمها للكتب السماوية الثلاث تهرول وبسرعة إلى اصطياد التأويل الذي يرغبون الوصول إليه ، وكأن الأمر متروك لهذه التأويلات ، وهذه الخرافات التي لا يمكن أن تستند إلى رقم أو دراسة ، وهي بالتالي هرولة في مجال الخرافات التي تحاول أن تتمنى بطريقة أسطورية ، وهذا الأمر يحرف القارئ العربي عن واجبه نحو المقاومة ، وإذا كان الأمر حقاً أن دولة إسرائيل ستزول عام 2022 فلماذا نُتعب أنفسنا في محاربتها ، ولماذا نقدم الشهداء
إن هذه الأقلام لا تختلف أبداً بعقليتها عن الذين رؤوا صورة عبد الناصر أو صدام حسين في القمر ، إنهم يهربون إلى داخلهم ، ويحاولون جر الآخرين للهروب من المواجهة ، إنهم منخدعون بما عرفوا أو سمعوا ، وما يقولونه عن كسينجر أو دراسة روسية أو أمريكية ليس موجوداً ، وما يتقولونه على لسان بعض القيادات الإسرائيلية غير صحيح ، فليعلموا أن مواجهة دولة إسرائيل لن تكون بالتفسير والركون إلى التأويل ، كفانا هروباً إلى الخرافة ، لقد انتقلنا بعصر التكنولوجيا إلى الرقم عله يساعدنا في الهروب
إنني أكثر رغبة منهم في زوال دولة إسرائيل ، لكنني لا أرى ذلك من خلال دراسات وأرقام وهمية ، بل أراه من خلال مواجهة حقيقية بكل الوسائل المتاحة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً