في تقرير إخباري مصور قام به الجيش اليهودي لمجموعة من الصحفيين لإظهار أحد الأنفاق التي تستخدمها حماس في الدخول إلى داخل المستوطنات والمدن اليهودية للقيام بعمليات عسكرية ضده ، أظهر التقرير المصور تقينات هندسية عالية الجودة ويرافقها تقنيات في تمديات الكهرباء وخطوط الهاتف وتقنيات في عمليات التنقل داخل النفق ، وأجمل المعلق اليهودي تكلفة نفق بهذه المواصفات وبمسافة تتجاوز الثلاث كيلو مترات بأنها تتجاوز 250 الف دولار أمريكي ويستغرق بناءه أكثر من عام .
وبهذه المعلومات التقنية والمالية والزمنية يتأكد من خلالها معلومات كانت في السابق يتم تداولها بشيء من السرية والكتمان من جانب العدو اليهودي ، والتي تتعلق بحجم عمليات التهريب التي يقوم بها مهربين يهود من قطاع غزة لإسرائيل وبالعكس ، وأن النسبة العظمى من المواد المهربة هي مخدرات غزاوية يتم زراعتها في غزة وإعادة تصنيعها وثم تهرب لإسرائيل ، وكذلك مخدرات يتم تهريبها من مصر وتتم إعادة تهريبها لإسرائيل .
وبهذا التقرير الإخباري المصور تم تسويق قصة هذا النفق إعلاميا وبقوة لإظهار حجم التغلل الحمساوي داخل الأراضي اليهودية ، والقدرات التقنية التي لدى حماس لعمل نفق لمسافة ثلاث كيلو مترات ويستعرق بناءه عام وبتكلفة تتجاوز الربع مليون دولار من أجل التوغل وقتل اليهود ، وفي المقابل تظهر الصور التلفزيونية التي تقوم حماس بنشرها عن تنقل مقاتليها داخل الانفاق والقيام بعمليات عسكرية ضد اليهود ؛ أنها أنفاق بسيطة ولاتتوفر فيها جدران خرسانية أو تقنيات كهربائية عالية بل هي مجرد جحور عملت على عجل وبأقل فترة زمنية لتحقيق اهدافها مباشرة وإن تم تفجيرها بعد ذلك مباشرة .
وهذا جزء بسيط من التغطية الإعلامية التي تديرها الماكنة الإعلامية اليهودية لدى العالم الغربي عن معركتها مع العرب والمسلمين والفلسطينين، وفي نفس الوقت وفي المقابل يقوم الإعلام العربي سواء الموالي لحماس أو الرافض لها بتقديم تغطية إعلامية موجهة فقط للمواطن العربي الذي أوصلته تلك التغطيات الإعلامية إلى حالة من الإحباط العام وفقدان الأمل بوجود أمة عربية أو إسلامية تتحدث بلسان واحد ، وأبرزت تلك التغيطة الإعلامية في الإعلام العربي حجم العمالة السياسية لدى الكثير من الأنظمة الحاكمة العربية للغرب وامريكا في نفس الوقت.