زاد الاردن الاخباري -
لا تهدف إسرائيل من عدوان غزة هدم الإنفاق وان فعلت ذلك, فهي تعلم ان لدى المقاومة القدرة على حفر المزيد في كل لحظة وإثناء القتال,ولا الهدف الخلاص من صواريخ حماس كما تدعي فالمقاومة قادرة على التعويض ومن أكثر من مصدر, ولا تهدف إسرائيل أيضا قتل المزيد من أبرياء القطاع شيوخا ونساء وأطفال, فهي تعلم إن البطن الفلسطينية قادرة على الإنجاب رغم كل الآلام, إذا عن ماذا تبحث ؟
ما تهدف إليه إسرائيل ببساطة قتل روح المقاومة في أنفس الفلسطينيين وإجبارهم على نزع أسلحتهم بأنفسهم ومن خلال مؤامرة يشترك بها القريب والبعيد والشقيق قبل الصديق تقدم على شكل اتفاق مذل لا تقبل به في أول الأمر الا انه قد يجبرها أشقائها اللذين تخلوا عنها على قبولها بوعود براقة من رفاهية وحقوق وأعمار للقطاع المدمر ومزيد من المساعدات قادرة على تحويل القطاع الى جنة عدن بين ليلة وضحاها.
نعم هذا ما تبحث عنه إسرائيل من عدوانها على القطاع, فلم يعد عند العرب سوريا الممانعة كما تدعي ولا العراق ذو الجيوش الجرارة ولا مصر المخندقة مع إسرائيل ولا بقية العربان المنشغلين أصلا بقتال بعضهم بعض ولا حتى إيران الحليف القوي للمقاومة فهي الأخرى ساومت على القطاع بالنووي وتبحث أيضا عن مكان.
لن تجد إسرائيل أفضل من هذه الظروف التي سمحت لها التفكير بالإجهاز على ما تبقى من روح للمقاومة لدى العرب, ففي غزة تسكن بقايا الكرامة العربية وهو ما لا تطيق.
من المؤكد ان العدوان سيوقف وستبحث إسرائيل عن اتفاق يلزم الفلسطينيين نزع ما تبقى من أسلحة لديهم بمقابل وعود لفك الحصار عن غزة ستقوم إسرائيل على تفريغه من كل محتوى بعد توقيعه ليكون وبالا على أهل غزة, فلدى إسرائيل من الخبرة والقوة ما يمكنها من نكث العهود وتحويلها الى مجرد أوراق لا تسمن ولا تغني من جوع.
طبعا سيشمل الاتفاق إن تم تسليم القطاع للسلطة الفلسطينية وإشراف دولي على المعابر قادر على حرمان القطاع من كل ما يهدد إسرائيل في المستقبل من أسلحة وغيره واستبدال المقاومة في غزة بقوات منزوعة السلاح الا من سلاح يحفظ الأمن لإسرائيل قبل القطاع, حينها سندخل في نفق لا يقل عن إنفاق غزة وسنفقد حينا روح المقاومة للمحتل ولكن دون مقابل.
ما يجري الان في غزة هو تركيع للمقاومة لا أكثر وإجبارها على الجلوس على طاولة المفاوضات التي سبق ان جلس عليها الكثير من العرب دون جدوى, فمن المؤكد ان إسرائيل تريد السلام مع الفلسطينيين لكنها تريده منزوع الدسم وبلا ثمن.
خالد منصور العلي الخلايلة