الكتابة عن غزة مثل الكتابة عن الشمس ، وهل تريد الشمسُ دليلاً واحداً على وجودها ؟؟!! وبالتالي هل غزة بحاجة إلى دليل بأن من يساند العدوان هم من ذوي القربى ، وهل غزة بحاجة إلى أن نقول لها اصمدي ؟ وهل غزة بحاجة إلى من يكتب عنها ولها ؟
في الحقيقة إن الصمت في هذه الحالة هو كفر ، من هنا ليس لنا إلا أن نقول كلمة حق علها تجد أذناً واعية .
مضت أيام ونزيف الشهداء لم يتوقف على أرض غزة ، مضت أيام والأمهات يودعن أطفالهن راضيات مؤمنات ، مضت أيام والآباء ، والأخوة يرحلون ، لذا سأكتب عن هذا الصمود المعنوي الأسطوري للأمهات والآباء والأخوة والأصدقاء .
لم نسمع والحمد لله صوتاً واحداً من داخل غزة ، من أمهات غزة يلوم المقاومة على فعلها ، بل كل ما نسمعه دعماً للمقاومة ، الكل يصرخ ، أرواحنا فداء المقاومة ، أي شعب هذا الذي يضحي بروحه من أجل كرامة الدين ، وباسم الدين ، ونيابة عن أمة مستسلمة ، أي شعب عظيم هو شعب غزة الذي ما زال غلى استعداد للتضحية ، وللمقاومة من أجل شرف الأمة العربية .
اسطورة الصمود والتحدي التي تسطرها أمهات غزة تفوق الوصف ، الكلمات لا تستطيع أن تفي هذا الحق ، لكن لا بد لها أن تقول ، فالصمت كفر ، وكفر ، وكفر .
ليكون حديثنا عن شعوب هربت أمام أول قتيل ، وعن شعب ينغرس في أرضه رغم كواكب الشهداء ونزيف الدم ، لنكتب بهذا الجانب ، ونترك جانب التخوين العربي والإدانة العربية فهذا الأمر متفق عليه بيننا ، وعلينا أن لا ننسى يوماً أن نحاسب من باعونا حين ينفتل الدولاب .