زاد الاردن الاخباري -
متابعة جلنار الراميني- انتظرت امام المشرحة ، تترقب بعين تائهة طفلها الصغير التي رجحت ان يكون قد غادر الحياة عنوة ، انتظرت وكانت تدعي الله ان لا يلوعها على فلذة كبدها ، انتظرت كما ننتظر الانتصار الحاسم لغزة الأبية .
أم من غزة ، كأي أم تعشق أبناءها ، داهم صاروخ وحشي منزلها ، مخلفا ركام الذكريات وسط اللوعة والحسرة ، جاءت للمستشفى ظنت انها ستلاقي طفلها الصغير جثة هامدة في ثلاجة الموتى ، ليحتسب عند الله شهيدا جديدا ، والمفاجأة ..
خرج الطفل عاري الصدر من أحد غرف المستشفى ، وما أن رأته والدته حتى انتابها حالة "فرح" هستيرية ، فأطبقت ذراعيها بقوة على طفلها الذي جاء لأحضان والدته مستهجنا ، حربا على البراءة .
نظر إلى والدته حيث بكت راكعة ، أمام جسده ، ملامسة لطفلها تتفقده من أي إصابة ومن أي خدش ، وكانت نظراتها تتأرجح أمام الطفل الذي وقف منتظرا لحظات أخرى تجعله يستيقظ من هذا الكابوس .
عدسات المصورين التقطت هذه المشاهد ، حيث ردة الفعل المتعاطفة مع هؤلاء الذين يتربصهم الموت دون سابق إنذار ، ودون توقيت معين ، فالصروخ الغاشم يبيد أجساد مدنيين لتزداد أرض عزة ، كرامة وعزة .. نترككم والفيديو بحسب رصد "زاد الأردن" :