احمد الوكيل يكتب : "الإخوان " يفشلون والدليل "زمزم"

"زمزم" وجدت النور أخيرا ، بعد سلسلة من الاجتماعات التي كان هدفها إيجاد دستور لهذه المبادرة الأردنية كما يطلقون عليها الإخوان المسلمين، خرجت ولم تعلم أن خروجها يعتبر فشل ذريع للإخوان ، وقد جاءت هذه المبادرة على إثر تراجع الإسلام السياسي عربيا بشكل عام حيث سقوط الإسلاميين في مصر بعد عزل الرئيس لإخواني محمد مرسي، وتراجعها على المستوى المحلي.

 

"زمزم" خرجت عن مألوف جماعة الأخوان المسلمين من خلال طرحها لبرامج وطنية تحت شعار "الإسلام هو الحل" من منطلق أنها مبادرة أردنية ويجب النظر إلى القضايا الأردنية بالدرجة الأولى حيث الظروف الاقتصادية التي تكتنف المجتمع الأردني ، وعدد من التحديات التي تقف في وجه الأردن ، فجاءت المبادرة وقد أخذت على عاتقها أن تحمل مسؤولية إخراج المجتمع من السيء إلى الأفضل بآليات ترتقي إلى إصلاح المجتمع ضمن مبدأ الوطنية ، وهذا الأمر يعتبر إنجازا بحد ذاته حيث عجزت الأحزاب الأردنية عن وضع حلول للمشاكل والقضايا ، وهذه المبادرة جاءت لتستفيد من أخطاء غيرها لتلملم حاجات المجتمع ، وتثبت للآخرين أنها قادرة ومسؤولة عن المجتمع بحسب منظورها .

 

إلا أن الفشل في ذلك ، هو انسلاخ المبادرة عن الإخوان المسلمين وعدم العمل تحت مظلتها ، فبدى الأعضاء في "الإخوان المسلمين" يتوجهون إلى المبادرة ، معلنين إنشقاقهم عن جماعة الاخوان المسلمين والإنطواء إلى "زمزم" ،فالمبادرة في نظر الكثيرين تشكل منحى آخر بمنهاج سلس يتقبله المجتمع الأردني بعيدا عن سياسات "الإخوان" التي يراها البعض أنها تشكل معارضة لا أكثر من خلال مرجعيات لا ترقى للمجتمع الأردني ، ويراها أنها حزب محوره الرئيس الانتقاد السلبي والخروج عنوة إلى الشارع من أجل الإصلاح.

والمتمحص في المبادرة يرى أن هذه المبادرة لاقت القبول للعديد من التيارات الفكرية والسسياسية ، بالرغم من أن التحديات بدت تنقشع أمامها بالرغم من حداثة ولادتها ، علما أن جماعة الإخوان المسلمين ام يقوموا بمناقشة موضوع المبادرة بعد ، ولم تأخذ حيزا ومساحة في جماعة الإخوان المسلمين.

وحتى تلقى المبادرة النجاح لا بد من أن تستفيد من أخطاء غيرها ، لتستطيع تبني آلية حري تنفيذها على أرض الواقع وبما يناسب المجتمع المدني ، وتحويل الأفكار إلى سياسة واقعية وأن لا تكون تصريحاتها "هباء منثورا" ، ولا بد من الإشارة إلى ضرورة تبني الجماعة لهذه المبادرة حتى لا يتسم خروج "زمزم" عن "الإخوان" بالفشل "الإخواني" في ضم المبادرة تحت لواء "الإخوان" .

ويبدو أن "زمزم" استطاعت أن "تزم" المجتمع لصالحها بآلياتها الفكرية ، التي نأمل أن يكون الواقع يخدم الوطن والمواطن كما تدعي ، من منطلق قول الله - جل وعلا- "كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون".