"الأردن موارده محدودة " هذه الجملة التي طالما ترددت مرارا ، حتى أصبحت ذريعة للعديد من المسؤولين في تراجع الاقتصاد الوطني ، وعدم رفع رواتب الموظفين ، فكانت هذه الجملة "شماعة" لإسكات الشعب عن مطالباته في الإصلاح الاقتصادي.
في هذا الشأن لا بد أن نؤكد أن الأردن بالرغم من قلة مساحته الجغرافية إلا أنه يزخر بالعديد من الثروات المعدنية ، إلا أن عمليات المسح الجيولوجي والجيوفيزيقي للكشف عن معادن أخرى موجودة فيه لم تكن بالقدر الكافي ، للتنقيب عن تلك المعادن.
التصريحات التي يخرج بها العديد من المسؤولين ، تضعك أمام مساحة شاسعة من الاستهجان التي تقلل من مدى الثقة بين الحكومة والمجتمع ، وما نجحت إلا شركة فرنسية، أو صينية ، أو ألمانية وغيرها تبنت حملة التنقيب عن المعادن الأردنية، علما أن الأردن قادر على أن يخرج تلك الكنوز من باطن الأردن ، حيث الطاقة البشرية الأردنية ، والمعدات اللازمة لذلك.
ولنلقي نظرة على الكنوز التي تتواجد في الباطن الأردني ، وليتم الحكم هل الأردن يفتقر للموارد الطبيعية ؟! أم أن التصريحات الصحافية تفتقر للمصداقية؟!
ومن الجدير ذكره أن المعادن المتواجدة في الأردن تقسم إلى معادن فلزية / ومعادن لا فلزية ، ومن المعادن اللافلزية :النفط،الفوسفات ،الإسمنت ، البوتاس،الصخر الزيتي(الزيت الصخري)،ملح الطعام ،الرمل الزجاجي،الرمل القطراني (الزيت الثقيل)، الجبس،الصلصال،الفلسبار، الرخام،التريبولي.
ومن المعادن الفلزية : الحديد، الذهب،المنغنيز،النحاس ، اليورانيوم.
وبعد هذا التعداد هل الأردن محدود الموارد ؟!.. هنا يجب التروي والنظر بجدية إلى ضرورة البحث والتنقيب الجاد عن الكنوز المتواجدة في باطن الأرض ،وعدم اللجوء إلى كوادر غير أردنية في سبيل استخراجها ..أليس ألأأقربون أولى بالمعروف ؟! أليس من حق الأردنيين أن يتمتعوا بكنوز بلادهم ؟! أليس من الأجدر أن يتم وضع هذه الموارد الطبيعية في ملف الأولويات والبحث عنها بطريقة تساعد الأردن على إيجاد مساحة واسعة من التحسن والإرتقاء الاقتصادي .
وللنطر إلى دول فقيرة تفتقر للموارد الطبيعية ، نجد أنها خلصت شعوبها من الفقر والحاجة والديون بالرغم من عدم امتلاكها ما يملكه الأردن ، فصنعت من اللاشيء شيء، ونحن نملك كل شيء ولم نصنع شيء ، فهذا عجز حكومي بحدّ ذاته ، والتميز أن تنجز وتبدع لترتقي ، ما دامت هنالك خامات وموارد ، فالأردن بلد غني بالموارد ، ومن حقنا أن نستفيد من تلك الموارد ، وليس تبخيس الأردن بهذا الشأن .
فالأردن بحاجة إلى قوة إرادة في سبيل رفعته ، فالأمر بحاجة إلى جدية أكثر لا أكثر.