الحكومة وما عليها من تراكمات فاضحة، تزهق جيب المواطن الأردني ، وتستبيح أمواله في ظل الظروف الاقتصادية التي باتت لأجلها تتلبد معنويات شعب أراد ان يعيش بهناء ورخاء ، إلا أن الحكومة وسياستها باتت له بالمرصاد.
حكاية الشعب الأردني مع الحكومات المتعاقبة تجد لها مساحات في روايات التبخيس لشعب ، فتارة تجد الحكومة ترفع الضرائب على السلع ، ومرة على الخدمات ، وأخرى على فواتير المياه والكهرباء ، وعلى أجور وسائل النقل ، وعلى المحروقات ، وعلى العديد من الأمور، حتى بات المواطن بين مطرقة الاقتصاد الوطني وبين سندان سياسة الحكومة تحتمي بسياسة"الرفع" ، بذريعة تردي الاقتصاد ومواجهتها من خلال المواطن ، حيث أضحى يعصر لأجل توفير لقمة عيش كريمة لعائلته.
حكومة عبد الله النسور أخذت على عاتقها التخفيف من أعباء المديونية والنهوض بالاقتصاد الوطني ، إلا أنها لم تقدّر أن المواطن يجب أن يكون في سلم أولوياته لمواجهة خط الفقر الذي أصبح يلف حول عنق المواطنين ، فما نجد الحكومة إلا "ساخطة" على الشعب وناقمة عليه ، متناسية أنه لا يملك سوى رحمة الله - جل وعلا- .
نعم للرفع ،، ولكن ليس رفع قيمة المشتريات والخدمات ، بل لرفع معنويات مواطن على شفا هاوية من الإنهيار فهو الأساس في إعمار الأردن وازدهاره ، فبدلا من توجه عين الحكومة على المواطن الذي هو بالأصل منها ، فلماذا لا تكن هنالك نظرة حازمة ، عادلة، جدية بتحصيل الاموال المختلسة من هؤلاء الذين طويوا في معالم النسيان والأمثلة كثيرة، حيث مسؤول اختلس من شركة ما مبالغ بالملايين ومخبأ تحت جناح التهميش ، ووزير أسبق صال وجال بأموال المواطنين إلا أن العدالة عنه في مهب الريح ، وكل يوم تنكشف ملفات فساد لو جمعت أموالها لكان الشعب الأردني بألف خير .
الخبز ، والديمقراطية أساس شعب يريد الحياة الكريمة ، إلا أن الحكومة باتت تجعل المواطن منصاعا لرغباتها ، ليبدأ "الزلزال" الحراكي بالتحرك ، فقد نفذ صبره ، وأراد الإصلاح من منطلق أن الحكومة بحاجة لمن يحكمها بالصواب وليس بالتخبط بإجراءات "استفزازية" ، ليبدأ الشارع الأردني وكأنه بركان غضب ، ينتظر قوة مؤثرة وهي الحكومة ، لتخرج "حمم" غضبه ، من باطنه حيث أججت الحكومة ألمه، فأي حكومة تلك التي "تستفزّ" شعبها ، وتجعلهم على صفيح ساخن ، ولنذكر الحكومة أن لديها كادر من المستشارين عليها "استشارتهم" ، فما خاب من استشار، وهنالك طرق شتى من الأجدر أن توضع في طاولة النقاش بدلا من أن يكون جيب المواطن محور النقاش.
رسالة واضحة للحكومة ..لا يوجد دخان بلا نار ، ونارك يا حكومة بدت تأكل الأخضر واليابس ، بما أن الشعب الضحية فإنه لن يصمت على أن يكون في مهب الريح ، فمن الأولى أن "يستريح" .. وقد أعذر من أنذر.