في الحسبة الاقتصادية القادمة للأسر سيضاف عبءٌ جديد إلى قائمة " المرفوعات " التي سبق وارتفعت أساساً .. فمن رفع أسعار الكهرباء إلى رفع سعر الخبز و إيجارات المساكن والمحلات التجارية و ارتفاع أسعار المواصلات نتيجة رفع أسعار الوقود ، وارتفاع أسعار الأغذية والملابس وكافة المواد الاستهلاكية ، إضافة لأقساط المدارس وغيرها وغيرها ..
وعند وضع تلك " الزيادة المزعومة " والمسماة " الدعم النقدي" للمواطنين بإحدى كفّتي الميزان ومقابلها "الزيادات الفعلية " بالأسعار والأجور والفواتير نجد أن الكفة الغالبة – وبالضربة القاضية – هي كفة رفع الأسعار!
هذه الارتفاعات ، والتي لم يعد جيب المواطن قادراً على استيعابها مهما تمدد وتمطط وامتلك كل الرشاقة والمرونة !!
هذه الارتفاعات التي تواكب حملات ظاهرية لمكافحة الفساد – والذي يعتبر أساس المصائب ومصدر كل غلاء ، حيث أصبحت خيرات البلد وأرزاق العباد تصب في جيوب تلك الفئة الفاسدة التي لا تشبع ، والتي تجعل ميزان العدالة دائماً مائلاً على أحد جانبيه !!
ماذا يحدث بعد أن يتم كشف أوراق بعض "الرجال المهمين" أو "المسؤولين السابقين" وإيقافهم عدّة أسـابيـع في السجن ؟؟ ثم بمساومة بسيطة يتكفلون فيها بدفع جزء مما نهبوه إلى الحكومة والحصول على إخلاء سبيل يطوي صفحة تجريمهم القانونية ويعطيهم الحق بالتمتع ببقية ما تم نهبه برضانا وقناعتنا ، على مبدأ أننا حصّلنا منهم أقصى ما يمكن تحصيله !!
ولا زالت بعض الأسر تعاني الجوع وبرد الشتاء والفقر المدقع ، لا زالت أرامل لا يعرفن كيف يطعمن أطفالهن بعد أن تقطعت بهن السبل وتخلى عنهن القريب والغريب وليس هناك من يواسيهن في ظروفهن هذه ، وكهول يطاردون صندوق المعونة الوطنية شهوراً من أجل بضعة دنانير لا تكفي شخصاً واحداً ويحصلون في النهاية عليها بشقّ الأنفس والكثير من الذّل ، فيما تتخم بطون ويُرمى باقي طعام يكفي أسراً لأيام في أسوأ الظروف!
هل من الضروري أن يعتصم كل أفراد الشعب حتى يأخذوا حقوقهم المنتهكة ؟؟ لماذا لا تعترف الجهات المسؤولة بحق كل مواطن أردني بحياة كريمة له ولأطفاله ، بحيث ينالون فيها حقوقهم كما يتم ( اعتصار) طاقاتهم كلها من أجل حقوق الآخرين؟؟
ترى ..هل يقدر وزراؤنا ونوابنا ومسؤولونا الأفاضل على التخلي عن رواتبهم وامتيازاتهم لمدة شهر كامل.. شهر واحد فقط لا أكثر ، من أجل الوطن الذي يدّعون - في كل مناسبةٍ - حبّه وعشقه ، ممّا يؤدّي إلى رفد موازنة الدولة – هذه التي أشبعوها تحليلاً وتدقيقاً وتمحيصاً وتفنيداً – بملايين الدنانير والتي ستنهي مشكلات عدة قطاعات دون أن يضطر الجميع للاعتصام لتحقيقها!!
مشكلتنا ..أن جرحنا ومخرزنا منا وفينا .. أبناؤنا يطعنون ظهور بعضهم.. ويتشاجرون على الأخذ من الوطن دون إعطائه .. وإن استمرينا بالأخذ والأخذ فلن يبقى هناك شيء.. وسنعود بخفـّيّ حنين .. لا خيرات .. ولا وطن! وقديما كان من يقطع شجرة للتدفئة يغرس مكانها شتلة لمن بعده ، أما الآن فكلنا نقطع .. ومن بعدنا الطوفان!!
ترى ..بعد سلسلة الرفع السابقة والقادمة ..وبعد الهيكلة ومحاولات اجتثاث الفساد..أين نحن من كل هذا ؟؟ هل فكر أحد بكرامة مواطننا الأردني ؟؟ لماذا أصبح هذا المواطن على آخر قائمة الأولويات ؟؟ هل يمكننا الآن أن نكتب بجانب اسمه ( هام جداً ) باللون الأحمر فقد يخطئ القائمون على سياسات الرفع ذات مرة ويرفعون سعره هو الآخر!! فهل سيفعلون؟؟؟
ودمتم بكل الخير ،،،
nasamat_n@yahoo.com