زاد الاردن الاخباري -
أثبتت دراسة حديثة مولتها المؤسسة الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، أن الحيتان كانت ذات يوم تعيش على اليابسة، كما كانت لها أربع أقدام. وقال البروفيسور ريتشارد لين، مدير برامج قسم علوم الأرض في المؤسسة، إن هذا الاكتشاف المذهل يعزز الاعتقاد بأن الحيتانيات الحديثة، وهي رتبة من الحيوانات البحرية الثديية تشمل الحيتان والدلافين، نشأت عن أسلاف كانت تعيش على اليابسة. وكان فيليب جنجرتش، الأستاذ بجامعة ميتشجان الأمريكية وقائد الفريق الذي حقق الاكتشاف، قد تحير في البداية عندما عثر على عظام أنثى حوت ومعها عظام جنين ذكر عثر عليهما في باكستان وقدر عمرهما بنحو 47 مليون سنة. وقال جنجرتش: "عندما رأينا الأسنان الصغيرة أولا، اعتقدنا اعتقدنا أننا كنا نتعامل مع حوت بالغ صغير، لكن عندما واصلنا الكشف عن بقايا الحيوان، وجدنا أضلاعا أكبر بكثير من أن تقترن بتلك الأسنان، وفي نهاية اليوم أدركنا أننا عثرنا على أنثى حوت مع جنينها". وكانت مقدمة الجنين عند الولادة إلى الأمام، وهو وضع الولادة عند ثدييات اليابسة على النقيض من الحيتان الحديثة، وهو ما يشير إلى أن هذه الحيتان كانت ما تزال تلد على اليابسة. وكان لهذا النوع من الحيتان، حسب جنجرتش، أربع اقدام عدلت للتمكن من السباحة بقوة دفع الأقدام، ورغم أن أقدام هذه الحيتان شبه الزعنفية كان بوسعها تحمل وزنها، فإنها كانت على الأرجح لا تستطيع التحرك بعيدا عن اليابسة. ويضيف جنجرتش: "لقد كانت مرتبطة على الأرجح بالشاطيْ، وكانت تعيش في منطقة التقاء اليابسة بالبحر حيث كانت تتحرك بينهما جيئة وذهابا". ومقارنة باكتشافات لحيتان سابقة، فإن هذا النوع والمعروف باسم Maiacetus يحتل موقعا وسطا على الطريق التطوري الذي عبرت الحيتان خلاله من سكنى الأرض إلى العيش في عالم الاعماق. ويقول العلماء إن هذا الاكتشاف مقدمة لا تقدر بثمن حول التغييرات الهيكلية والسلوكية التي صاحبت انتقال الحيتان من اليابسة إلى البحر. ويقول جنجرتش "إن الهياكل العظمية الكاملة هي في واقع الأمر أشبه بحجر رشيد، لأنها تزودنا برؤية لتاريخ الأنواع المنقرضة، وهو التاريخ الذي لا يمكننا إدراكه بأي وسيلة أخرى". وكالات