أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
لجنة حماية الصحفيين: حرب غزة أخطر صراع بالنسبة للصحفيين تحذير لمزارعي الزيتون من الأجواء الخماسينية. نادي الأسير الفلسطيني: 30 معتقلا بالضفة منذ أمس ماذا ينتظر المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي؟ الجيش الإسرائيلي: نخوض معارك وجها لوجه وسط غزة. الصحة العالمية تُجيز لقاحا ضد الكوليرا. هنية يلتقي أردوغان اليوم السبت توقع تحسن حركة السياحة على البترا شهداء في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة الهلال الأحمر الفلسطيني: الاحتلال يمنعنا من إسعاف المصابين بمخيم طولكرم غالانت وأوستن يبحثان "خفض التصعيد" الترخيص المتنقل ببلدية برقش الأحد قطاع الألعاب الإلكترونية الأردني في نمو مستمر عبيدات: أنظمة الذكاء الاصطناعي تستبيح حقوقنا وفاة الشاب الذي أحرق نفسه خارج محكمة ترامب حاملا معه سر انتحاره صفارات الإنذار تدوي في إصبع الجليل الاحتلال يدمر أكبر مصنع للأدوية بغزة أسعار النفط تسجل خسائر أسبوعية الأردن .. مروحة سقف تكسر جمجمة طفل محافظ العاصمة يفرج عن 15 شخصاً من موقوفي الرابية
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة العشائرية في الجامعات ! احدى مسببات العنف في...

العشائرية في الجامعات ! احدى مسببات العنف في اروقتها

05-05-2010 10:43 PM

زاد الاردن الاخباري -

د. المجالي: غياب المواطنة الحقة لدى بعض الطلاب

د. عليمات: العقوبات غير رادعة

د. دعاس: تقييد الحريات الطلابية ملأها بالعشائرية

الطالب جمال: عمادات شؤون الطلبة كرستها بدلا من محاربتها!

العشائرية: ابلغ وضوحا من الهوية الجامعية!

دراسة: طلاب الصفوف الاولى اكثر عنفا من الصفوف الاعلى!

جيل الهم القومي استبدل بجيل المد العشائري



العرب اليوم - إبراهيم سفهان

قبل نحو عامين, كان محمد طالباً في كلية الآداب بالجامعة الأردنية, وقد أنهى آخر اختبارات الفصل الثاني للتو, وكعادته التقى البعض من زملائه مقابل برج الساعة, وذهبوا بعد أن فاجأهم محمد بإنهائه متطلبات الجامعة; وكنتيجة لإعلان فرحه بهذا, فضل أن يحتسي بصحبتهم القهوة, التي طالما سكبوا همومهم وأفراحهم مع قهوتها في صباحات الجامعة, منذ أربع سنوات, فهم أصدقاء منذ بداية العام الدراسي الأول, وكان له ما طلب.

فاختاروا شجرة باسقة, كان قد سبقهم في اختيارها عصفور فجلسوا مستمتعين بزقزقته, التي داعبت أفكار محمد وزملائه, فما كان منهم إلا ان جلسوا ملتصقين بمحمد, الذي أطلق العنان لخيالاته التي كانت حبيسة أنفاسه طوال الفترة الدراسية, فشرع بنهم يتحدث عن رغبته من جهة بمواصلة دراسته, ومن جهة أخرى, كان لا بد من توفير عمل; ليساعد به والديه اللذين كانا أنفقا الكثير على دراسته وأخوته في الجامعة.

وفي غمرة هذه الأجواء, داهمهم شخص تربطه بمحمد خيوط العشيرة, يصرخ مستغيثاً بوصفه الآخر أحد كبار العشيرة, فما كان منه إلى أن انتفض من حلم طالما تغنى به في وحدته, واقترب من المستصرخ ليستفهم منه عن المشكلة إلا إنه تفاجأ حال وصول الفتى بفزعة أبناء العشيرة التي ينتميان إليها, والبعض منهم في حالة غضب شديد, حتى أن غضبهم لم يسعفه بالسؤال مرة أخرى عن المشكلة, حتى وجد نفسه في معمعة المشكلة, وقد أخذت الجروح واللكمات مكانها في جسده, ثم بدأ السيناريو بالاكتمال, إذ حضر أمن الجامعة والذي بدوره عمل على تسليم طرفي النزاع إلى الجهات الأمنية, وبعد التحقيق تم تحويل محمد والبقية إلى مركز إصلاح وتأهيل الجويدة, وفي الطريق وإبان تذكر المشهد منذ البدء, وقف فزعاً وجال بنظره حول المتواجدين, فلم تقع عيناه على المستغيث الأول, لتخرج الآه مغلفة بالحسرة والحرقة والندم.

خسر الجامعة

وحين التقت العرب اليوم صاحب القصة وسألته عن سبب انضوائه تحت مظلة العشيرة?. غافلته عيناه بإرسال دمعة سرعان ما تجاهلها, بتعديل الجلسة والنظر إلى الخلف ليتمكن من السيطرة على نفسه, إلا إنه لم ينجح في هذا, فقد فضحته حشرجة كانت قد تخمرت منذ عامين, وقال: لا أعرف لماذا انسقت بتلك البساطة, ولا أعرف أيضاً لماذا ضَربت وضُِربت, فكل ما أعرفه إنني سرعان ما استجبت لنداء أبناء العشيرة.

ويتابع : إلا إنني نتيجة مشاركتي أبناء عشيرتي والدخول معهم في مشاجرة جماعية, تبين فيما بعد إنها على خلفية مغازلة أحد الطلاب من عشيرة أخرى لفتاة من عشيرتي, فخسرت الجامعة, واضطررت إلى تحمل المزيد من النفقات.

وفي تفاصيل الحادثة, أن شاباً كان يقف مع إحدى زميلاته في الغرفة الصفية, فما كان من أحد أفراد عشيرة الطالبة إلا أن بادره بلطمة, أدمت أنفه وأردته أرضاً, وكنتيجة طبيعية لأفراد العشيرة الاخرى, تجمع في اليوم الذي تلى المشكلة, أفراد العشيرة وانقضوا على من توفر ممن كانوا قد ضربوا قريبهم بالأمس ليثأروا منهم وامتدت خيوط المشكلة حتى أن البعض فصلوا فصلاً نهائياً, وآخرىن فصلاً جزئياً, فيما كانت عقوبة الإنذار حليفة من لم تطلهم عقوبة الفصل.     

وأضاف موضحاً, لم أكن أتوقع أن يكلل حلمي والعائلة بسقوطه على أدراج الجامعة, فقد تم فصلي فصلاً نهائياً من الجامعة ولم يُعترف بشهادتي, علماً أنني كنت مستوفياً متطلبات الجامعة الدراسية; ما اضطرني إلى إعادة عامين من الدراسة في إحدى الجامعات الخاصة, والآن أنا على أبواب التخرج, ولن أسمح لأي كان بقتل حلمي مرة أخرى.

قصة محمد تتشابه مع كثير من القصص في نتيجتها وأن اختلفت في بعض جزئياتها, ولكن هل نتعظ منها?.

وفي السياق ذاته أعدت فريال الصبيحي وخالد الرواجفة دراسة وصفية منشورة في المجلة الاردنية للعلوم الاجتماعية, عن العنف الطلابي وعلاقته ببعض المتغيرات, وجاء في الدراسة, وجود فروق في المشاركة في العنف الطلابي بين طلاب السنة الأولى وباقي السنوات.

استفزاز

وبحسب الدراسة فإن مشاركة طلاب السنة الأولى كانت ,64.43 في حين بلغت مشاركة طلاب السنة الثانية ,60.45 ولطلبة السنة الثالثة ,61.41 وللرابعة 61.40 ما يؤكد أن طلبة السنة الأولى هم الأكثر مشاركة.

وجاء فيها أيضاً أن الطلبة من ذوي المعدلات التراكمية المنخفضة يسهل استفزازهم, ويعملون على تحقيق مرادهم بالقوة, ويميلون إلى المشاركة في العنف أكثر من الطلبة من ذوي المعدلات المرتفعة, وأن نسبة طلاب الكليات الإنسانية هي أكثر من طلاب الكليات العلمية والتطبيقية.

وبينت الدراسة أن الطلبة ذوي الدخل المنخفض, أكثر مشاركة في العنف من الطلبة ذوي الدخل المتوسط والمرتفع, وأن الطلبة سكان القرى والبادية والمخيمات يميلون إلى استخدام العنف بدرجة كبيرة جداً, وتتسع دائرة العنف عندهم لتشمل الدفاع عن صديق أو عن الحقوق أو الرفض من قبل الجنس الآخر, أو إذا طلب منهم مساعدة أبناء العشيرة, اضافة إلى اعتقادهم بأن أنظمة الجامعة ظالمة وتدفعهم إلى استخدام العنف.  

ظاهرة العنف الطلابي في الجامعات الأردنية, وإن كانت ليست ظاهرة متأصلة في مجتمعنا, إلا إنها جزء من العنف في المجتمع بشكل عام, يعززها غياب الانخراط الفعلي في حركة طلابية ذات رؤية واضحة, اضافة إلى تغييبهم عن الهموم و الشؤون الوطنية والقومية.

كما أن الثقافة السائدة في التنشئة الاجتماعية في المجتمع الأردني, ساهمت في انضواء البعض من طلابنا خلف الولاءات العشائرية والتعصب القبلي, كوسيلة للتمتع بهوية جماعية خاصة لدى الشباب بعد أن أصبح الحصول على هوية سياسية داخل الحرم الجامعي ضرباً من المستحيل.

غياب المواطنة الحقة

جمال, طالب هندسة في الجامعة الهاشمية يرى أن ظاهرة العنف الطلابي في الجامعات, هي امتداد للعنف المجتمعي المعاش, وانعكاس لغياب المواطنة الحقة الناجمة عن تهميش مجموعة من السياسات الناظمة للحريات العامة, وتغليب الواسطة والمحسوبية والهوية العشائرية على حساب الهوية الوطنية.

ويضيف: ساهمت عمادة شؤون الطلبة بتكريس العشائرية بدلاً محاربتها مدللا على ذلك بقوله: منع الطلاب من طرح برنامج انتخابي, يعبر عن رأيهم في انتخاب المجالس الطلابية; أدى إلى تعزيز الانتخاب على الهوية العشائرية أو المناطقية, وهو ما أوجد مجلساً مقسماً تبعاً للنفوذ العشائري المتواجد في الجامعة, اضافة إلى خلق  حالة من النزاعات الطلابية المستمرة.

مشيراً أن هناك بعض التدخلات الرسمية في موضوع انتخاب ممثليهم; ما أفقد الكثير من الطلاب الرغبة في المشاركة الانتخابية للتعبير عن رأيهم; وهو ما يعمل أيضاً على إبراز العشائرية والمناطقية على حساب الهوية الجامعية.

وطالب جمال جميع المؤسسات المعنية بأزمة العنف الطلابي, بدراسة الظاهرة دراسة مستفيضة; للوقوف على الأسباب الحقيقية التي تقف خلفها, اضافة إلى تغيير القوانين المتعلقة بالحريات العامة, لما لها من انعكاسات إيجابية على الحياة الجامعية خاصة, وعلى المجتمع بشكل عام.

وعن مسؤولية الجامعات تجاه ما يجري في باحاتها من أشكال العنف, أجاب جمال:  الجامعات مقصرة في معالجة قضايا العنف, وذلك لأنها لا تملك الأسلوب الوقائي لمنع تعزيز العنف الجامعي, اضافة إلى عدم وجود برامج وحوارات موسعة وشاملة بين الطلبة أنفسهم, وعمادة شؤون الطلبة ورئاسة الجامعة; لتسليط الضوء على ما يجري, من أجل خلق بيئة مناسبة لاتخاذ قرار جريء, من شأنه المحافظة على سمعة التعليم العالي في الأردن, وتغيير الوضع الراهن.

سلوكيات سلبية

حسن عودة الطالب في جامعة البترا أكد رفضه لكل ما يجري من أشكال العنف داخل الجامعة وقال: هي سلوكيات سلبية ناجمة في مجملها عن عدم إدراك الطلاب والجامعة لخطورة ما يجري, والمتزامن مع غياب النشاطات اللامنهجية, والبرامج الفكرية, التي تهدف إكساب الطالب العلم والثقافة وصقل شخصيته  وإخراجه من الجو المغلق ودمجه في المجتمع.

وعن وصفة الحل أوضح: أن الحل متوفر في عمادات شؤون الطلبة وإدارات الجامعات, من خلال تشجيع الطلاب على ممارسة الديمقراطية, وتوعيتهم بأهمية الانتخابات ودورها في تعزيز الأمن المجتمعي والطلابي على حدٍ سواء.

 في حين قال وليد اللحام, طالب في جامعة اليرموك: الطلاب هم إفراز للمجتمع القائم على العشائرية والمناطقية, على حساب الدين والقومية.

وألمح إلى أن البعض من أدوات الحكومة ومنها الإعلام خاصة الفضائيات المحلية ساهم أيضاً بتكريس ثقافة العشائرية في الشارع الأردني.

موضحاً إن ما تسمح به تلك الفضائيات من تخصيص مساحة من شاشتها لتكون ساحة تنافس بين العشائر من خلال المسجات, ما هي إلا منبر آخر من منابر العشائرية, التي قد تفضي إلى مالا يحمد عقباه إذ ما بقيت تمارس لعبتها دون حسيب أو رقيب. 

مشيراً إلى أن الحل لتفادي إيجاد جيل عشائري منقطع عن الهم القومي وحتى الوطني, لا يكون إلا بتعبئة الشعب والطلاب بثقافة وطنية وقومية لمواجهة المد العشائري الحاصل.

وعن تدخل الجهات الرسمية بمجريات العملية الانتخابية, يستشهد اللحام بقصة عايشها مع أحد زملائه في الجامعة, إذ أكد إنه تم استدعاء المرشح من قبل إحدى الجهات الرسمية نظراً لتعاونه مع احدى الكتل والتي هي قائمة على أساس فكري وبرامجي.

مضيفاً :أدى هذا إلى توجه البعض من الطلاب إلى المضلة العشائرية; لافتقارهم المضلة السياسية والفكرية, وبخاصة أن الجو العام للانتخابات كان مفعماً بالعشائرية.

تمرد اجتماعي

وفي السياق نفسه يتفق د. موسى شتيوي أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية مع ما طرح في أن مسؤولية ما يجري في الجامعات من تمرد اجتماعي من قبل الشباب, تقع على كل المؤسسات الحكومية والتعليمية وكذلك الأسرة, وإن ما هو حاصل في الجامعات, جزء من أزمة أكبر يمر فيها أبناؤنا الشباب.

ويوضح ذلك إن العنف الطلابي هو شكل من أشكال التعبير عن الإحباط وعدم الرضا, اضافة إلى عدم استفادة الشباب من التطور الحاصل; أدى إلى التحزب للعشائرية والتمرد على سلطة القانون.

مضيفاً ان الجامعات رغم كل التقنيات الحاصلة المصاحبة لثورة التكنولوجيا, إلا أنها لم تطور برامجها منذ ما يزيد على ثلاثة عقود; لتستوعب حاجات الشباب المستجدة, وهناك قصور في برامج مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب, في استقطاب الشباب وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم.

ونادى شتيوي بضرورة وجود وثيقة سياسات خاصة ومتكاملة, تشترك في بلورتها وتنفيذها الحكومة بكل مكوناتها ومؤسسات المجتمع المدني وكل المؤسسات المعنية, وتكون موجهة للشباب; للوقوف على مشاكلهم الرئيسية والعمل على حلها.

ويخشى إذ ما بقي الوضع على حاله من دون تدخل عاجل من إمداد الجامعة المجتمع بحملة شهادات فقط, متعصبين للعشائرية, متحلين بقيم مواطنة هشة غير متمتعين بالكفاءة.     

الفراغ الفكري

من جهته ارجع المنسق العام للحملة الوطنية ذبحتونا د. فاخر دعاس تزايد ظاهرة العشائرية في الجامعات, إلى السياسات الجامعية المقيدة للحريات الطلابية, وهو ما أوجد حالة الفراغ الفكري لدى الطالب, ليتم ملؤها بالعشائرية والإقليمية والعنصرية بحكم أنها الشيء الوحيد الذي لا يعاقب عليه الطالب داخل الجامعة.

وأضاف: ساهمت أنظمة التأديب وتعليمات انتخابات اتحادات الطلبة بضرب الحريات الطلابية, لحساب التعصب العنصري والإقليمي والعشائري , لتتحول الانتخابات الطلابية إلى مناسبة سنوية لانتشار أوسع لظاهرة العنف الجامعي وظهور شعارات غريبة على الشارع الطلابي تنم عن غياب الوعي الطلابي من مثل يا أهالي ..... ابشروا بالفزعة.

وعن دور الأنظمة الجامعة في تعزيز الهوية العشائرية, قال دعاس : تساهم تعليمات اتحاد الطلبة في الجامعات بتعزيز الانتماءات ما دون الوطنية العشائرية والإقليمية والمناطقية, وذلك من خلال: تطبيق نظام الصوت الواحد, الذي يعمل على تكريس الانتماءات ما تحت الوطنية, ويجعل التصويت على أساس مناطقي أو جهوي أو عشائري, على حساب التصويت على أساس سياسي وقناعات فكرية .

ورأى دعاس أن الحل يكون بتعزيز الحريات الطلابية, وإفساح المجال للحركات الطلابية والأحزاب العمل داخل الجامعات الأمر الذي يعمل على رفع مستوى الوعي لدى الطلبة وجعل الخلافات بينهم تبنى على أساس فكري وسياسي يتم الاحتكام فيه إلى الحوار واللجوء إلى صناديق الاقتراع لحسم خيارات  الطلبة.

تغليب العشائرية

في حين اكد النائب السابق في المجلس الخامس عشر حمزة منصور في اتصال هاتفي ل¯ العرب اليوم أن من يتحمل مسؤولية تغليب الهوية العشائرية على هوية الجامعة هي الجامعة اضافة إلى مراكز القوى وصناع الرأي العام.

محذراً من أن ما يجري قد يؤدي إلى حرب أهلية أو كما سماها مرحلة المليشيات, وان الحل بحسبه يتطلب إيجاد برنامج وطني تشارك فيه جميع القوى والجهات المسؤولة; لمواجهة المشكلة والعمل على الحد من انتشارها.

في حين, رفض رئيس نادي أبناء الثورة العربية الكبرى د. خازر المجالي الإجابة على استفسار ل¯ العرب اليوم حول رعاية النادي للعشائرية داخل الحرم الجامعي, وذلك بحسبه, لأن الإجابة تعني قبوله بما سماها ب¯التهمة الأمر الذي يرفضه المجالي باعتبار أن الهدف من إنشاء النادي, هو تعريف الطلاب بتاريخ الثورة العربية الكبرى, باعتبارها رسالة هاشمية عربية, نؤمن بمبادئها وأهدافها في الوحدة والحرية والحياة الأفضل.

وأرجع تكرار ظاهرة العنف العشائري داخل الجامعة, إلى الضعف في التربية الوطنية الصحيحة, ما أدى إلى غياب المواطنة لدى البعض من الطلاب. 

تترجم هذه الأهداف من خلال التواصل مع الطلبة سواء من هم على مقاعد الدرس أو من الخريجين, الذين هم في مجملهم من المستفيدين من المكرمة الملكية, لتنسيق وتنظيم انشطة تتعلق بالثورة وتأسيس الدولة والجيش العربي والقيادة الهاشمية, كمرتكزات أساسية تشكل بنية الدولة الأردنية; بهدف صقل مهارات الطالب وتطوير خبراته في مجالات الحياة المختلفة.

وعن دور النادي الموجه للطلاب, تحدث المجالي عن توعية وتوجيه الطلاب الأعضاء ليكونوا بمستوى المسؤولية الوطنية, من خلال الممارسات الفعلية فيما يتعلق في عملية انتخاب مجالس اتحاد الطلبة, وكذلك انتخابات الأندية.

وطالب المجالي بضرورة الفهم الحقيقي للعشيرة, باعتبارها جزءاً من الوطن, ومن يحسن قراءتها على أنها مصدر للتسامح والتعاون واحتواء الآخر ومساعدته, فستكون مبعث فخر لكل منا, ورادعة لأي فعل مشين من شأنه الإساءة للعشيرة أولاً ثم للوطن.

وأضاف أن إلصاق العنف الطلابي بالعشائرية, ما هو إلا أسلوب للتغطية والتمويه على الأسباب البسيطة التي أشعلت فتيل المشكلة, ولتوسيع دائرة العنف حتى تصل مرحلة الفعل الجمعي, ليكون هناك فلتان من العقاب, ويختفي المتسببون الحقيقيون في معمعة المشكلة.

مؤكداً أن ما يزيد من دائرة العنف, هو غياب التطبيق الفعلي للقانون, موضحاً أن بعد كل حالة عنف داخل الحرم الجامعي, تبدأ التدخلات والوساطات من أجل احتواء الأزمة, فتبدأ العقوبات بالتلاشي حتى تختفي; وهو ما شجع الطلاب بتكرار الفعل لغياب الجدية والمساواة في تطبيق القانون.

عقوبات غير رادعة

وفي هذا السياق يعترف عميد شؤون الطلبة في الجامعة الهاشمية د. يوسف عليمات مع ما ذهب إليه المجالي, بأن العقوبة غير رادعة, وان هناك ضرورة لإعادة النظر في العقوبات الموجهة للطلاب المخالفين للأنظمة والتعليمات الجامعية, فمتى كانت العقوبة رادعة, يمكن لها أن تجعل الطالب المخطئ أكثر سوية, وتحمي بقية الطلبة من الوقوع في نفس الخطأ, مؤكدا أن تدخل الوساطات والمحسوبيات من أجل تخفيف العقوبة على الطالب الذي يتبنى ثقافة الشغب, يؤدي إلى مزيد من الإشكاليات والعقبات أمام الجامعة والمجتمع.

وألمح إلى ان البعض من متسببي العنف في الجامعة, هم من ذوي المعدلات التراكمية المتدنية, إلا أنه نفى أي تدخل من أي جهة كانت في مجريات العملية الانتخابية.

مشيراً إلى ضرورة إعادة النظر كذلك بأسس انتخاب مجالس الطلبة; حتى تكون قادرة على أيجاد مجالس طلابية قوية ومؤثرة, لا أن يكون الطالب مجرد أداة لتنفيذ برامج حزبية, ولإفراز طلبة مثقفين قادرين على خدمة جامعتهم.

وأضاف أن الوطن هو بمثابة العشيرة التي تتأسى على قيم ومبادئ عظيمة, تنبذ الأخلاق السيئة وتركز على الانتماء والعلاقات الإيجابية بين الأفراد, فإذا فهمت على هذا الأساس, فستكون بصالح الوطن; ولهذا لا بد من التركيز على الدور الإيجابي لمساقات التربية الوطنية, في إلقاء الضوء على العشائرية الإيجابية وأثرها في خدمة الوطن.

منوهاً لا بد من غرس هذه المفاهيم بعد تصحيحها في أذهان الطلبة, لتلغي كل المفاهيم الخاطئة لدى الطلاب حول العشائرية, التي لن تكون شماعة لتعليق أخطاء الطلاب الفردية عليها.

وعن غياب البرامج الثقافية والفكرية أجاب عليمات, :عمادات شؤون الطلبة لديها من البرامج الثقافية والفكرية المتنوعة ما يكفي لصقل شخصية الطلاب, إلا أن ما يحصل هو تعارض ما يتوفر لدينا من برامج وندوات وحوارات تهدف الى تعزيز التنمية الوطنية لدى الطلاب, وصقل ميولهم, وبين ما يجلبه بعض الطلاب من أجندة سياسية حزبية.

وللخروج بصيغة توافقية تهدف إلى الحد من آثار هذه الظاهرة, طالب عليمات بضرورة عقد مؤتمر وطني, تتبناه الجامعات الأردنية, ويشارك فيه مختصون; لمناقشة هذه الظاهرة, ولتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة, ولتعريف الطالب الجامعي بحقوقه وواجباته تجاه الجامعة والمجتمع المحلي. 0





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع