أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخميس .. الأجواء الحارّة تصل ذروتها مع تزايد نسب الغبار أبو زيد: المقاومة أسقطت نظرية ساعة الصفر 49 % نسبة الخدمات الحكومية المرقمنة مصر: أي خرق إسرائيلي لمعاهدة السلام سيتم الرد عليه بشكل حاسم وزارة التربية تدعو عشرات الأردنيين لمقابلات توظيفية (أسماء) الاحتجاجات الطلابية على الحرب في غزة تصل ولاية تكساس الأمريكية (شاهد) 3 شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال غزة والنصيرات الحالات الدستورية لمجلس النواب الحالي في ظل صدور الارادة الملكية بتحديد موعد الانتخابات النيابية "القسام": قصفنا قوات الاحتلال بمحور "نتساريم" بقذائف الهاون توجيه الملك نحو الحكومة لدعم المستقلة للانتخابات يؤشر على بقائها المعايطة: يجب أن ترتفع نسبة المشاركة في الانتخابات -فيديو الهيئة المستقلة للانتخاب: الأحزاب ستنضج أكثر حزب إرادة يثبت قوته في الإدارة المحلية بحصده 9 محافظات نتائج انتخابات رؤساء مجالس المحافظات ونوابهم .. أسماء القسام تقنص ضابطا صهيونيا شمال بيت حانون / فيديو القناة الـ13 الإسرائيلية: سكرتير نتنياهو وزع وثيقة سرية لفرض حكومة عسكرية بغزة الاحتلال يقتحم مدينة يطا جنوبي الخليل. بن غفير يواجه هتافات استهجان من عائلات الأسرى بالقدس وفيات واصابات بحادث تدهور في وادي موسى العاصمة عمان .. (34) درجة الحرارة نهار الخميس
الصفحة الرئيسية أخبار الفن زهير النوباني اشتغلت راعيا وخياطا وبائع كعك

زهير النوباني اشتغلت راعيا وخياطا وبائع كعك

04-05-2010 11:35 PM

زاد الاردن الاخباري -

وليد سليمان - حظي الفنان الكبير زهير النوباني بأكثر من تكريم على المستوى الرسمي والشعبي لعل ابرزها اللفتة الرائعة من الأسرة الثقافية في مقهى الأوبرج، التي تحتفي بتكريم فعاليات مهمة أردنياً وعربياً بمناسبة مرور أكثر من 60 عاماً على بدء المقهى كمكان للثقافة الاجتماعية والشفاهية والترفيه.

بوسط البلد تواصل اسرة مقهى الاوبرج الثقافية تقديم احتفالاتها الشهرية بمناسبة مرور 65 عاما على انشاء هذا المقهى العماني العريق حيث كانت قد استضافت الفنان  الاردني المعروف ابن عمان زهير النوباني الفنان المحبوب والذي يعتبر احد رموز الفن الدرامي الاردني واحد من شواهد ذاكرة المدينة الاجتماعية والثقافية في عمان الاثيرة على قلبه وروحه وفي هذه الاحتفالية بالفنان الكبير زهير النوباني استمعنا الى اوراق ذاكرته واحلامه وتطورات حياته في هذه المدينة الاصيلة بعد ان ذهب هنا وهناك للدراسة والعمل لكنه تشبث بهذا المكان الشعبي ودرس هنا وتعلم فن المسرح وكانت انطلاقته الابداعية من مسرح الجامعة الاردنية والتلفزيون الاردني والمسارح الاخرى حتى اصبح نجما اردنيا وعربيا شهيرا نعتز ونفتخر به وبكل ادواره الدرامية الجادة الكوميدية حتى نال من التشريف والاعجاب والتقدير الشيء الكثير الذي يستحقه ومن ذلك مثلا تكريم صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بوسام الحسين للعطاء المميز في العام 2007.

عمري .. عائلتي.. والدي

وقبل ان يبدأ الفنان زهير النوباني بالكلام كان يخط بعض الملاحظات على ورقة امامه وكان مما لفت الانتباه انه يكتب بيده اليسرى وهذا دليل كما يقال على الذكاء وكانت اولى عباراته للجمهور ملفتة حيث قال انا عمري الان 59 سنة وشهرين وثلاثة ايام أي على اعتاب الستين وحياتي عشتها بكل لحظاتها المبهجة ولحظاتها المتعبة ولكنها كانت مليئة وغنية والتفاصيل كثيرة ولكن كما يقال كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة اشكر جميع الحضور الذين جمعتنا المحبة معا في هذا المكان وهذا الزمان الطيب. هناك فيلسوف حكيم سأله تلميذ ذات مرة يا معلمنا اذكر لي 3 معلمين اثروا عليك فكان رده هناك ملايين المعلمين الذين اثروا في حياتي وهنا يقول زهير النوباني وانا تعلمت مثل هذا الحكيم وقد ولدت في قرية من قرى نابلس في بيت ريفي جميل من حوله الثمار والينابيع وانا من عائلة ذات جذور متدينة ومحافظة ووالدي (وقد كان موجودا في الحفل) من احد مؤسسي جهاز الامن الاردني  بعد ان كان في فلسطين في جهاز الامن الانجليزي.

بائع متجول واشياء اخرى

واستمع الجمهور للفنان النوباني حيث استعرض مسيرة حياته الشخصية اولا ثم الفنية حيث اشار الى انه سكن في طفولته مع اسرته في جبل عمان شارع المطران ثم على اطراف جبل القلعة وكان عمره 5 سنوات ودرس الصف الرابع في مدرسة الحسن البصري في جبل الجوفة والمرحلة الثانوية في مدرسة الامير حسن ثم كلية الحسين ثم رحل للاقامة فيما بعد في جبل اللويبدة ثم خلدا وهكذا يكبر زهير بحب عمان وعمان تكبر بساكينها العمانيين حيث العائلة المحافظة والمتزمتة وفي العطلات الصيفية كان يعمل مثل غالبية الاولاد في بعض الاعمال البسيطة يبيع الكعك مع الزعتر والاسكمو والدورادو منذ كان عمره 9 سنوات ثم يعمل في مهن اخرى  في سنوات اكبر راعيا للغنم وخضرجيا وخياطا وعاملا في مطبعة ثم يعترف مفتخرا والدي لم يصرف عليّ قرشا بل اعطاني حبه وعلمني الحق كل الحق وان لا احط واطي الا لربي ففي عام 1967 عندما جاء الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية كنت هناك في بستاننا الرائع وجاء اليهود يريدون شراء الفاكهة مني فرفضت بشدة وطردتهم من بستاننا وانا اركب حمارا رائعا.

يوسف وهبي في عمان

وكان النوباني كما قال يحب افلام الاكشن العربية والاجنبية التي كانت تعرض في سينمات عمان في مرحلة الستينات حيث شاهد العديد منها في تلك الفترة في السينمات الشعبية بالذات ومما يذكره في تلك الفترة ايضا قدوم عميد المسرح العربي يوسف وهبي وعماد حمدي وامينة رزق الى عمان حيث قاموا بعروض مسرحية على خشبة دار سينما بسمان اذ كانت هذه المجموعة من عمالقة الفن المصري يقدمون كل يومين مسرحية مختلفة ولمدة 6 ايام ومما يذكره التاريخ ان جلالة الملك الحسين قد استضاف عميد المسرح العربي الفنان الشهير للاقامة في قصره لعدة ايام اما المسرحيات التي قدمها يوسف وهبي ومن معه فقد كان منها (بيومي افندي) و(الاخرس) و(راسبوتين) ربما..

حب التمثيل والمسرح

وفي المرحلة الابتدائية او الاعدادية يسأل معلم المدرسة طلابه من يحب ان يمثل في مسرحية فيرفع الطالب الصغير زهير النوباني اصبعه لانه فعلا يحب التمثيل ومن يومها يرى اول خشبة مسرح حقيقية في المدرسة فمثل دورا صغيرا جدا بعدة جمل قليلة لكنه تتنامى لديه موهبة الخطابة والقاء الشعر العربي بكل جرأة وفصاحة.. ويعيد على مسامع معلميه عدة مرات خطبة الحجاج بن يوسف الثقفي الشهيرة بكل الجدية والصرامة التي عرفت بها هذه الشخصية.. ثم تتوالى المسرحيات التي يمثل فيها على خشبات مسارح المدارس كالأمير حسن وكلية الحسين.
وعندما ينجح زهير في التوجيهي العلمي بمعدل (89) متفوقا بشكل ملفت في ذلك الزمن.. يقرر الأهل انه لا بد له من دراسة الطب لأن معدله عال جدا.. فيذهب الى دمشق وهناك لا يحتمل هذا التخصص الذي يتعامل مع التشريح والدم و... فان اعصابه هي اعصاب وأحاسيس فنان الروح وليس فنان الجسد واعضاء الجسد وما تحويه من امراض وغير ذلك..
يعود النوباني الى عمان ليدرس تخصصا ربما اسهل وهو الادارة والعلوم السياسية.. وفي الجامعة هناك تبدأ وبشكل حقيقي زراعة حب فن المسرح في شرايين وروح زهير.. فقد كانت الجامعة الاردنية تضم في جنباتها مسرحا كبيرا ضخما وأسرة من المخرجين والطلاب الممثلين في اوقات الفراغ خارج المقرر الدراسي الجامعي.. وينخرط النوباني بشكل حماسي في المسرح الجامعي حيث يكاد ينسى نفسه في بعض أيام التحضير والبروفات وينام هناك في المسرح ليذهب في الصباح للدراسة!!.
وفي تلك الفترة يعود رائد المسرح الاردني المخرج هاني صنوبر الى عمان لينشىء مسرحا جادا وهاما في فترة الستينات ويتخرج على يديه مشاهير الممثلين الاردنيين ومنهم زهير النوباني.

شخصيات مؤثرة

ومما ذكره الفنان النوباني في احتفالية مقهى الاوبرج أمام جمهور عريض من الفنانين والمثقفين والادباء والمدعوين ورواد المقهى انه كان متأثرا في تلك الفترة – فترة البدايات في الجامعة الاردنية حيث الدراسة وممارسة فن المسرح معا – بعدد من الشخصيات منهم مثلا: الدكتور عبدالسلام المجالي رئيس الجامعة آنذاك، ثم الدكتور سري ناصر، ثم الفنانة المرحومة رشيدة الدجاني كذلك بعدد من الكتاب والادباء مثل خليل السواحري وعبدالرحيم عمر ومحمود السمرة من خلال تأليفهم للمسرحيات ونقدهم الفني ايضا.
وللدكتور عبدالسلام المجالي دور شخصي بعد الاختلاف بالآراء والمواقف ثم التحول والتفاهم الذي حصل من خلال عرض مسرحياتي مثل (حلاق بغداد) فالمسرح فن وبحر رائع وجميل يمكن لك ان تسبح فيه كما تريد لايصال أية فكرة انسانية عن العدالة والظلم والحرية..
وفي فترة بداية السبعينات قدمت أنا وزملائي الآخرين بالعديد من المسرحيات الناجحة ذات الفكر الراقي سواء كانت على خشبة المسرح الجامعي، او من خلال مسرحيات دائرة الثقافة والفنون قبل انشاء وزارة الثقافة الاردنية.

في التلفزيون الاردني

ويستمر ضيف الاوبرج موضحا مسيرة حياته الفنية وبشكل مختصر قائلا: وبدأت الاقتراب من التلفزيون الاردني شيئا فشيئا حيث اشتركت في مسلسل (صح النوم) لدريد لحام فقط بكلمتين اقولهما بسرعة.. ثم بدور قصير جدا في مسلسل (نمر بن العدوان) من اخراج صلاح ابو هنود الا وهو دور صباب القهوة – (حاضر يا عمي تؤمر يا عمي) وكذلك نفس الدور في مسلسل (السيف) مع نبيل المشيني عام 1976.. ثم اشتركت مع المخرج عروة زريقات في مسلسل (الكنز) في دور اكبر قليلا مع الفنان محمود ابو غريب.. ثم اشتركت في مسلسلات اخرى بدور جديد لي وهو دور (الشرير) وكان عمري فقط (22) عاما. ثم اشتركت في اعمال اخرى كثيرة: (تل الفخار)، (الوحل)، (حدث في المعمورة). الطواحين.. ثم المسلسل الكوميدي الشهير (العلم نور) ثم (معقول يا ناس) مع الفنان الشهير حابس العبادي واخراج محمد يوسف العبادي.
وهكذا انتشرت اعمالنا نحن الممثلين الاردنيين في ارجاء الوطن العربي.. ونلنا الجوائز والتكريم في العديد من المهرجانات العربية في شرق الوطن العربي وفي غربه.
لكن النكسة التي اصابت الوطن العربي بعد حرب الخليج اثرت على الفن الدرامي الاردني وتراجعت اوضاعنا جميعا الى الخلف.. فالسياسة والحروب تؤثر سلبا على الفن ايضا.. فبعد ان نجحنا قليلا في ابتكار فكرة انشاء مسرح يومي مستمر كما في القاهرة مثلا فقد جاءت الظروف المحيطة والحروب وهدت كل ما بنيناه بسنوات واحلام.. ومع ذلك فالاردن مليء بالمبدعين وكتاب السيناريو والمخرجين والممثلين والفنيين والتقنيين والحمد لله رجعت الأمور تقريبا الى سابق عهدها وعادت عجلة الانتاج تدور مرة اخرى في روح الفن والتمثيل الاردني رويدا رويدا والحمد لله.

العاني وماهر

وبعد ان انهى النوباني كلمته عن مسيرته الفنية تحدث أحد حضور الحفل السيد يوسف العاني عميد المسرح العراقي قائلا: كنت اتمنى ان اقدم زهير النوباني وأنا واقف فقد عرفناه لسنوات طويلة يجاهد ويلهث باخلاص وصدق من اجل المسرح العربي وليس الاردني فقط.. وفي العراق سرقوا الفرح منا.. أنا الليلة أشعر بالفرح بسبب زهير النوباني لأنه مناضل ومكافح مسرحي وفنان حقيقي.
وفي نهاية الحفل تسلم النوباني درعا تكريميا قدمه الفنان المهندس علي ماهر من مقهى الاوبرج.. وكان قد أشاد ماهر بدور وانجاز ومسيرة الفنان القدير زهير النوباني الحافلة منذ نحو اربعة عقود.

الرأي





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع